رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

يصحو المجتمع المصرى كل صباح على وقائع صادمة تنتشر انتشار النار فى الهشيم، إما عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى أو بواسطة برامج الفضائيات، وكثير منها يمثل انحرافات عن السلوك السوى وجرائم مستحدثة لم تكن موجودة سابقا، أو عنف غير مبرر أو خيانات زوجية أو حالات انتحار بشعة أو انتهاكات جنسية وجسدية للضعفاء من الأطفال أو ذوى الاحتياجات الخاصة والمسنين. ومجتمعنا ككل المجتمعات المعاصرة به الصالح والطالح، والسوى وغير السوى.

وحينما نتابع ونرصد ما حدث فى المجتمع المصرى خلال العقدين المنصرمين نجد أنه لابد من أن نقف وقفة حازمة مع ظواهر تمثل مشكلات كامنة قد تنفجر فى وجوهنا بشكل صادم فجأة...وأغلبها حالات تمثل انحرافات نفسية عن السلوك السوى بمعايير المجتمع. ومن هنا تتطلب الإجراءات الوقائية أن يخضع للفحص النفسى فئات المجتمع المختلفة من طلاب وموظفين وعمال ومدرسين وقيادات وأصحاب مهن حرة وغيرها من الفئات. عن طريق إضافة مقاييس للفحص النفسى مع مقاييس الفحص الجسمى للطلاب العاديين فى كل الكليات والمعاهد الحكومية والخاصة حيث أن طلاب الكليات العسكرية والشرطية يجرون تلك الاختبارات النفسية بالفعل وكذلك من يقومون بتجديد رخصة القيادة لأصحاب المهن الحرفية والسائقين مع كشف النظر والباطنة وفحص المخدرات، وكذلك من يجددون رخص محلاتهم والكافيهات واصحاب الجيم والعمالة المؤقتة، ومن يتم تعيينهم فى الحضانات والنوادى العامة والرياضية، والمدارس من مدرسين ومشرفين ومدربين، وأيضا من يترقون إلى مناصب أعلى من القيادات فى الوزارات والمصالح الحكومية والخاصة.

 فلابد من وجود أرشيف شامل لكل شخص منذ بلوغه وحتى وصوله إلى سن الشيخوخة يشمل الحالة الجسدية والأمراض التى يعانى منها والضغوط التى تعرض لها، وكشف فحص المخدرات والمهلوسات، والفحص النفسى له كل خمس سنوات بحيث يمكننا أن نوجهه إلى تلقى العلاج قبل انتشار المرض، وتدهور حالته أو قيامه بإيذاء نفسه عن طريق الانتحار مثلا، أو إيذاء غيره كأطفاله أو أهله أو زوجته أو زملائه بالعمل.

وقد ينبرى قائل إن هذه تكلفة عالية، ولكن الحقيقة أن وجود أرشيف للاختبارات النفسية فى كل فئة عمرية ومهنية ويتم تحديثه باستمرار وحذف المكرر والمساهمة فى وضعها بشكل عشوائى داخل بنك اختبارات يقوم بإعداده اخصائيون قسم علم النفس والطب النفسى فى كليات الطب والآداب والتربية، ويقوم الشخص بارسال اجاباته على موقع على النت يعد إجراء حتميا، يحمينا من حوادث وفواجع كثيرة.

 وقد سبقت وزارة التضامن أثناء جائحة كورونا بفعل إجراء مشابه لمساعدة العمالة غير المنتظمة، وبالتالى فإن ارسال الاجابات سواء عن طريق التليفون المحمول أو الكمبيوتر بالنسبة للمتعلمين، وبالنسبة للأطفال يقوم الوالدان بمساعدة الطفل أو المدرسين، وبالنسبة للأميين تقوم الاخصائية الاجتماعية فى اى مركز شباب أو وحدة أمومة وطفولة أو وحدة إصدار تراخيص العمل أو السجل المدنى بمساعدة الأميين، أو ضعيفى القراءة والكتابة لا يعد معضلة كونية ولا يمثل تكلفة عالية بالنظر إلى فوائده على المدى الطويل، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج

.. ومن هنا نستطيع التعامل بحسم مع أى متحرش أو عدوانى أو زوج يعتدى على أطفاله أو مدرس أو مدرب يحاول إيذاء صغار السن أو غيرها من الظواهر اليومية الصادمة.

 مدرس علم النفس كلية الآداب

 جامعة الإسكندرية