رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عصف ذهنى

نحن لا ندعو إلى الغلق فى مواجهة «كورونا»، لأن فيه ضرراً للناس وحبساً لأرزاقهم، وإرهاقاً لموازنة الدولة التى تعوض المضارين وعلى رأسهم العمالة المؤقتة بمليارات الجنيهات.

ولكن مع استمرار الفيروس فى الانتشار يجب أن تكون للجميع وقفة، مسئولين ومجتمعاً مدنياً وجمعيات أهلية ورجال أعمال، خاصة فى المحافظات الفقيرة التى تضم قرى معدمة لا تتحمل مواجهة فيروس كورونا بمفردها فى غياب أجراس الإنذار المسئولة، واسترخاء الوعى الشعبى والعودة إلى الحياة الطبيعية قبل أن نسمع بالفيروس.

هذا المشهد لا يخص محافظة دون أخرى، لكنه يتكرر فى العديد من قرانا بصورة يومية، وما يترتب على ذلك من قلق وخوف بين الأهالى البسطاء الذين لا يعرفون من أين تأتى إصابتهم؟

يضاعف تلك المخاوف تراخى الرقابة فى متابعة تطبيق الاجراءات الوقائية فى العديد من المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمركبات العامة، ومن أبسطها ارتداء الكمامة فى أماكن العمل وتحقيق التباعد الآمن والحد من التجمعات الكبيرة فى العمل والأسواق؛ وقاعات الأفراح وسرادقات العزاء والكافتيريات، التى عادت للعمل بكامل طاقتها وكأنها تعوض فترة الغلق الجزئى الذى تعرضت له خلال العام الماضى

والحال هكذا لا نستطيع أن نأمل فى انحسار قريب لـ«كورونا»؛ أو نكون بمنأى عن خطره.

واحد من تلك المشاهد المؤلمة يجرى فى بعض قرى الفيوم كنموذج لباقى المحافظات خاصة وهى التى تعرضت لهجوم الفيروس فى مرحلته الأولى بصورة ملحوظة وشاءت العناية الإلهية أن تحد من ضرباته وأوقفت توغله،

ولكن بعد عودته للانتشار فى جولته الحالية يفرض على الجميع الالتزام بالوقاية الطبية، ونحن هنا لا ننكر الجهود التى تبذلها المحافظة، ولكننا نلوم المتابعة والرقابة التى تتباطأ أحياناً، فتشجع الأهالى على العودة إلى حياتهم الطبيعية وكأنه لا يوجد فيروس!

عادت المعازى إلى السرادقات واكتظت قاعات الأفراح، وازدحمت المقاهى والأسواق بروادها من داخل القرى وخارجها، وعندما فكرت المحافظة فى غلقها، تراجعت عن قرارها دون أن تفرض أساليب الوقاية اللازمة وسط تلك التجمعات للحد من انتشار الإصابة

من هنا قام شباب بعض الجمعيات الأهلية، ونفر من المجتمع المدنى، بالتواصل مع الإدارات التنفيذية بالمراكز والقرى لتنظيم حركة الأسواق على الأقل، وتطهير بعض المدارس ودور العبادة، ولو مرة كل أسبوع، لكن مطالبهم لم يُلتفت لها!

وسؤالنا هنا: أليست تكلفة توعية الناس وإلزامهم بإجراءات الوقاية توفر الكثير من نفقات العلاج وتنقذ المزيد من الضحايا أم أننا فى انتظار من يدق أجراس الخطر؟