عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

- لا شيء يمكنه أن يصدمك أكثر من أن يقوم أحدهم بتنصيب نفسه مفتيًا يحل ويحرم كما يفهم أو كما يعن له. قد يكون محبًا للدين وعاشقًا للصلاة فى المساجد وتهفو نفسه دومًا للانصات للميكروفونات وهى تتسابق- بل وتتصادم مع بعضها كأنها فى معركة- بينما هى تحاول أن تنوه بحلول موعد أهم شعيرة أوصى بها المسلمون (وإن كان المسيحيون واليهود أيضاً لديهم صلواتهم ولديهم تنويهاتهم بحسب طقوسهم وتراثهم). قد يكون هؤلاء مهتمون بالعبادات ويلتزمون بفتاوى تعود إلى عصور سابقة، من زمن الصحابة والتابعين إلى أبى هريرة والبخارى.. لكن دون أن تتحرر عقولهم من مواريث قديمة وأفكار عتيقة باتت الآن محل دراسة جديدة فى إطار معركة التجديد فى الفكر الدينى المطروحة. فما نقرؤه بشجاعة الآن هو آراء قد لا يقبل بها العامة، فأحاديث البخارى البالغة ستين ألفًا لم يقبل هو نفسه بها، ولعله قلص الموثوق منها إلى نحو ستة آلاف فقط أو ستمائة. وهناك باحثون يتحدثون ويؤولون الآيات تأويلًا مختلفًا، سواء بالنسبة للرجم فى الإسلام، وقطع اليد وتطبيق الحد ومسائل المواريث الخ. ما أقصده هو أن العامة لا يعطون ما لله لله وما لقيصر لقيصر. وأن قضايا الفكر الدينى وتحليل وتحريم الأفكار والسلوكيات والتصرفات لا يجوز أن تبقى فى أيدى العوام.. فتلك كارثة.

- من الذى يمكنه أن يمنح نفسه حق إدخال الدكتورة نوال السعداوى الجنة أو النار؟ من أنتم حتى تتأولوا على الله وتجرموا فى حقه؟ بعضهم ينسب لها على يوتيوب كلامًا مفرغًا من سياقة.. وبالتالى يرونها «كافرة» ولا يجب نعيها وتوقيرها! فى المقابل أقسم رجل يعمل معها أنه سمعها مثلًا تنطق بالشهادتين! شهادة ربما لا ينبغى له كتمها- بنص الحديث– ولكن لهؤلاء وهؤلاء أتساءل: لماذا تشغلون أنفسكم بأديان الآخرين ومذاهبهم؟ من أعطاكم هذا الحق أيها الناس؟ وكيف تتألون على الله وقد نهاكم عن تلك الجريمة وتوعدكم بسوء المصير؟

- فى شان آخر مماثل.. يبدو أن رجلًا وزوجته ممن احترفوا مهنة الكتابة والصحافة والشعر يتعرضان تباعًا لعمليات اغتيال معنوى باسم الدين! الباحث فى القضايا الإسلامية حسام الحداد (صاحب ثلاثية موسوعة أمراء الإرهاب) والصادر له حديثًا كتاب «الإمام على وأصول الحكم» ألغيت ندوة لمناقشة كتابه فى «قصر ثقافة الفيوم» يوم الجمعة المقبل (تأجلت مرتين، ثم أخطر ليل الثلاثاء الماضى بإلغائها، بسبب استجابة «مسئول» لشكوى كاتب (!!) يرفض إقامتها متهما الباحث بأنه يدين بمذهب أتباع الإمام على!! الضغوط دفعت القصر للمراوغة مجددًا وقالوا: «إتأجلت وماتلغتش»! من وراء كل هذه الغشاوة على الأفكار؟ من الذى أوصل «المتأسلمين» إلى مواقع مؤثرة يرهبون بها مسئولين فى وزارات وفى اتحاد الكتاب ليتراجعوا عن مشرعات التنوير والتفكير الدينى؟ الحداد وزوجته الشاعرة أمينة عبدالله مثال صارخ لاغتيال معنوى هائل ولا شك أن بيت الشعر الذى يشرف عليه الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطى حجازى كان موفقًا تمامًا الثلاثاء الماضى، حينما أبدى تضامنه التام- على لسان الشاعر السماح عبدالله- مع أمينة عبدالله فى الاتهامات التى كيلت لها بسبب بيت فى قصيدة لها. من الذى يسمح لإرهابيى الفكر بالتحكم فى الإبداع؟ بل من الذى يحميهم؟