رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

لا تكاد تصدق أن الوضع فى لبنان وصل إلى حد أصبح معه الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أحرص على صالح الدولة اللبنانية من الرئيس اللبنانى نفسه!

فالرئيس ماكرون يقول إن اللبنانيين لا يمكن أن يظلوا على هذا الحال الذى يواجهونه منذ أغسطس الماضى، وأن بقاء الحال على ما هو عليه فى اللحظة الحالية من المعاناة غير المسبوقة لكل لبنانى، سوف يدفعه إلى تغيير الأسلوب الذى يتعامل به مع الأزمة من بدايتها!

ولم يذكر الرئيس الفرنسى ما هو الأسلوب الجديد الذى سيتبعه، ولكن ما نعرفه أنه زار لبنان مرتين فى مرحلة ما بعد انفجار ميناء بيروت فى الرابع من أغسطس ٢٠٢٠، وأنه تفقد موقع الانفجار الذى قيل عنه إنه يشبه انفجار هيروشيما اليابانى النووى!

والحق أن ذهاب الرجل إلى موقع الانفجار لم يكن له شبيه على مستوى أى مسئول لبنانى، وكأن لبنان دولة تخصه هو أكثر مما تخص الساسة فيه!

وفى إحدى المرتين كان قد توجه من المطار إلى بيت فيروز بشكل مباشر، وكانت لفتة منه تقول إنه يقدر الفن الراقى ويعرف قدر أصحابه، وأنه باعتباره قادمًا من عاصمة النور كان يتصرف على أساس أن هذا اللقب الذى اشتهرت به باريس إنما هو اسم على مسمى!

وفى المرتين ثم فى مرة ثالثة لم تتم، كان ساكن قصر الإليزيه يريد أن يقول للطبقة السياسية فى لبنان إن البلد فى حاجة إلى أن يقدموه على كل ما عداه من مطامح ومطامع، وأن ذلك إذا لم يحدث فإن بلاد الأرز مهددة ربما فى وجودها نفسه.. ولم تكن هذه مبالغة فى شيء، فوزير الخارجية الفرنسى جان إيف لودريان، سبق وأن قال جادًا إن لبنان ذاهـب إلى زوال إذا لم يتداركه أهل السياسة فيه!

وإذا لم تكن هذه العلامات التى نراها فى لبنان هذه الأيام من دلائل ما حذر منه الوزير لودريان فماذا بالضبط سوف تكون؟!

إننا نطالع كل يوم أن الليرة اللبنانية تتراجع فى سعرها أمام الدولار إلى مستويات غير مسبوقة، وليس أدل على ذلك إلا أن الدولار الواحد أصبح يساوى ١١ ألف ليرة، بعد أن عشنا نعرف أن الدولار يساوى ألفًا و٥٠٠ ليرة لا أكثر.. ثم إننا نطالع الأغرب من ذلك بكثير.. وهل هناك ما هو أغرب من أن تصبح قيمة القطع المعدنية من الليرة أعلى من قدرتها الشرائية فى الأسواق ؟!.. إن بيروت تتحدث عمن يجمعون الليرة المعدنية، لا لإنفاقها كما جرت العادة من قبل، ولكن لبيعها فى سوق النحاس أو النيكل!!

لا نملك إلا أن نقول كان الله فى عون لبنان.. ولكن الله لا يكون فى عون قوم إلا إذا أعانوا أنفسهم أولًا!