عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

 

نادرًا ما يُجمع المثقفون على حب مثقف لكن إجماعهم بالاعتراف بفقد د. شاكر عبدالحميد المثقف القدوة لم يكن مفاجئا فقد استطاع بثقافته وتواضعه أن ينال محبة الجميع، كان يأسرك بأدبه وعلمه فتغدو صديقا له، وقد تزاملنا معًا فى جامعة الإمارات العربية المتحدة، وكنا نذهب إلى واحة النخيل بالعين مساءً مع جمع طيب من أساتذة الجامعة العرب، كانت الأحاديث تترى والقضايا تطرح وهو يتحدث بعد أن يصغى للجميع، يتحدث فى تؤدة وتواضع ولا يميل إلى فرض رأيه، كان محبوبا من طلابه، وكم تناقشنا فى محاضراته العامة بمركز زايد للتراث بمدينة العين فقد جمع بين المنهج الصارم والأديب المرهف فى لغة رشيقة لوضوح الفكرة فى رأسه، يختار من الترجمات أصعبها لكنه يسوقها للمتلقى كأنها كُتبت بلغة عربية، بسّط الفلسفة وعلم النفس فى كتبه وبحوثه ومحاضراته، تشاركنا فى ندوة بمعرض القاهرة الدولى للكتاب عن الرائد ثروت عكاشة، مع الوزير صابر عرب، كان الحوار ثريا بوجود قامتين كبيرتين نفخر بهما، وفى بيت الشعر بالأقصر عقب ندوته الثرية خرجت معه بصحبة صديقنا الشاعر حسين القباحى نتمشى فى شوارع طيبة، ونجلس على مطعم يطل على معبد الأقصر وقُرب طريق الكباش، يبتسم شاكر عبدالحميد وهو يستحضر هذا الشموخ الفرعونى الأصيل ويحلل الظواهر الاجتماعية من منظور علم النفس، كان موسوعة ثقافية، هل ستصبح هذه الـ«كان» تسبق اسمه دوما؟ كيف جمع هذا الحب؟ لأنه لم يتآمر على أحد ولم يشترك فى نصْب فِخاخ للناجحين كما يفعل المعقّدون فى الأرض، تركهم ومضى يؤلف ويترجم ليتركنا فى نهاية رحلته أسرى محبته وعشَّاق كتابته.. برحيل الصديق العزيز د. شاكر عبدالحميد رحل المثقف القدوة والناقد الذى مهّد طريق التنوير لأجيال قادمة، جعل علم نفس الإبداع يتنفس أدبا ونقدا، وجعل الترجمة نصوصا تصاغ بلغة المترجم مع أمانة النقل، وجعل التأليف إلهامًا والتلقى متعة ورحل ركن من الفرح فى قلوب محبيه، يرحمه الله.

 

 

< خاتمة="">

قال عمرو بن معديكرب:

ذَهبَ الذين أُحِبُّهمْ

ويقيتُ مثلَ السيفِ فَرْدا

[email protected]