سطور
استكمل معكم مقالى اليوم حول تقرير التوازن العسكرى 2021م، والذى ذكرت فيه أن النفقات العسكرية كانت قد زادت فى جميع أنحاء العالم تقريبًا بنسبة 3.9 % أو 1.83 تريليون دولار، وذلك على الرغم من الأزمة الاقتصادية أو الانكماش الاقتصادى الناتج عن انتشار فيرس كورونا.
ولأننا نعيش فى عالم تفوقت فيه العدوانية على الإنسانية بكل آسف، وأصبح المختلف عليه أكثر من المتفق عليه نظرًا لاستمرار صراع المصالح، فقد وجدت أنه من الأهمية بمكان أن أنقل لكم اليوم فى عجالة أبرز ملامح التسليح بشكل عام على مستوى العالم كما وردت فى تقرير التوازن العسكرى، وبشكل عام فالتقرير يشير إلى أن هناك سعيًا كبيرًا وبخاصة من الدول الكبرى للاعتماد على الطيف الكهروماغناطيسى، ولعله مصطلح مبهم للبعض، فهو ببساطة شديدة يصف ويوضح لنا جميع أطوال الموجات الضوئية، بدءًا من السُدم المظلمة (وهى الأجرام السماوية المنتشرة تتكون من ذرات الغبار النجمى أو الغاز) إلى النجوم المتفجّرة، فالطيف الكهرومغناطيسى هذا فهو يُظهر عالَمًا كان ليكون غير مرئى لولاه بحسب تعريف وكالة ناسا له.
وسأحاول تبسيط الأمر أكثر، فالضوء الذى تراه أعيننا إنما يشكل جزءًا صغيرًا جدًا أو هو البداية فقط من مجموع الأضواء الكثيرة جدًا التى تحيط بنا، وعليه يستخدم العلماء مصطلح الطيف الكهرومغناطيسى لوصف النطاق الكامل للضوء الموجود، ولنا أن نعرف أن معظم الضوء المتواجد فى الكون هو فى الحقيقة غير مرئى بالنسبة لنا.
ونتيجة للاعتماد المتزايد للجيوش المختلفة على الطيف الكهرومغناطيسى، فقد شرعت أيضًا الدول فى استحداث واستخدام برامج لتحسين قدراتها على تعطيل استخدام نظام الإدارة الإلكترونية من خلال الهجوم الإلكترونى. كان هذا بشكل عام، والآن تعالوا بنا نتعرف على أبرز ملامح التسليح وفقًا للتقرير:
فلو بدأنا بالقوات الأرضية: فسنجد أن هناك العديد من الدول خاصة: أمريكا وروسيا وهولندا وتركيا تسعى للقيام بدمج أنظمة الحماية النشطة فى المدرعات القتالية، كما تسعى الصين وروسيا تحديدًا إلى امتلاك أنظمة صواريخ كروز التى تفوق سرعتها سرعة الصوت.
ولو انتقلنا إلى القوات البحرية: لوجدنا أن الصين مستمرة فى تعزيز أسطولها البحرى بالمزيد من السفن، ومن تقرير العام الماضى نعلم أن أمريكا كانت قد أصدرت نظام تشغيل جديدًا استغلت فيه التكنولوجيا الحديثة والتقنيات الجديدة بادخال قدرات الجيل الخامس فى مجال الطيران البحرى لتنفيذ عمليات عسكرية متكاملة فى المناطق المتنازع عليها، وهو ما تعمل على تطويره هذا العام كذلك.
وأما فى مجال الفضاء وعالم الصواريخ: فيتم الآن تصميم الجيل المتقدم من الطائرات بدون طيار بأنواعها المختلفة، وأيضا نجد أن صواريخ كروز مازالت تمثل تحديًا كبيرًا فى مجال الدفاع الجوى، لذا فأمريكا عاكفة على تصنيع صارخ جو/جو المتقدم متوسط المدى من طراز امرامو الذى أعلنت فى 2019 م إنها ستستحوذ عليه بحلول عام 2026م.
وأخيرًا فى مجال الفضاء السيبرانى: فقد قامت أمريكا بتوسيع الوحدات السيبرانية فى المستويات الدنيا من القيادة ولك لمزيد من الدفاع والمرونة. أما الصين فتعمل على تطوير مراكز القيادة والسيطرة للأعداء، بالإضافة إلى محطات الردارات وأنظمة شبكات الكمبيوتر. وأما سنغافورة وماليزيا فيعملان باتجاه تشكيل قيادة إلكترونية كهروماغناطسية جديدة.