عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

ما بين شعارات «الحرية» و«المهنية» و«الخدمات».. تُجرى انتخابات التجديد النصفي لنقابة الصحفيين العريقة، لاختيار النقيب، وستة أعضاء بالمجلس، في معركة «تكسير العظام» و«تفتيت الأصوات»!

لم يحدث على مدار ثمانية عقود ارتبط فيها اسم نقابة الصحفيين بـ«قلعة الحريات» و«حرية الرأي والتعبير» و«السلطة الرابعة» أن فقدت كثيرًا من ألَقِها وبريقها المعهودَيْن، كمعنى ورمز، خلال السنوات الأخيرة!

للمرة الأولى في الدعاية الانتخابية للمرشحين، نرى تغييرًا طارئًا، بسبب جائحة كورونا، ليلجأ المرشحون إلى «السوشيال ميديا»، التي لم تكن بديلًا كافيًا عن التواصل الشخصي والمباشر مع أعضاء الجمعية العمومية.

وبما أن الترشح حق مشروع، لكن الملاحظ «عودة ظهور» وجوهٍ «مقررة» و«مكررة»، إلى جانب بعض المرشحين الجدد.. لكن البرامج «تشابهت علينا»، بوعودٍ حالمة، وغير واقعية، يصعب تنفيذها على أرض الواقع!

إننا أمام تحدٍ بالغ الصعوبة، وفرصة مهمة لإنقاذ الصحافة المصرية، التي تمر بأسوأ فتراتها، في ظل أزمة اقتصادية طاحنة، تهدد انتظام الإصدارات، بعد تعويم الجنيه، وتضاعُف تكلفة الطباعة، وارتفاع أسعار الورق، وانخفاض عائد الإعلانات.

تلك الأزمة ألقت بظلالها على الصحفيين، الذين يعانون أوضاعًا اقتصادية متردية، ورواتب هزيلة، هي الأسوأ على الإطلاق، إضافة إلى توقف التعيينات، وانخفاض الأجور، ولجوء كثير من المؤسسات إلى التقشف، سواء أكان بالفصل التعسفي أو الاستغناء عن البعض.. لخفض التكلفة.

لكن، ربما تكمن أزمة الصحافة الحقيقية في عدم وجود محتوى متنوع وجذاب، أو خط تحريرى مختلف ومهنى، لتتحول إلى مرحلة «الصوت الواحد»، وبالتالي عزوف القراء، وانخفاض معدلات التوزيع، لتدخل المهنة في خطرٍ حقيقي، والصحفيون في نفقٍ مظلم.

وبالعودة إلى المرشحين، ذوي البرامج المتطابقة، أو المتشابهة للغاية على أقل تقدر، نجد اتفاقًا ضمنيًا في الشعارات، حول ضرورة تحسين أوضاع الزملاء الاقتصادية، من خلال زيادة سنوية لبَدَل التدريب والتكنولوجيا، ورفع الأجور والمعاشات، إضافة إلى الملفات الخدمية الأخرى.

اللافت أنه تعالت أصوات مرشحين، كانت بالأمس القريب «صامتة»، وفي أحسن الأحوال «هَمْسًا» في الغرف المغلقة، لتطالب «جَهْرًا» بـ«الإفراج عن الزملاء المحبوسين»، و«كرامة الصحفيين»، و«هَيْبَة النقابة»، لاستعادة دورها التاريخي في الدفاع عن الحريات والحقوق ولم الشمل.

وتبقى المعضلة الأكبر أمام الجميع «السابقين واللاحقين»، هي أزمة «الصحفيين الحزبيين» المتوقفة جرائدهم عن الصدور، مع كل «تجديد نصفي»، رغم كثرة وعود «النقباء» بالحل على مدار عشرة أعوام، فإنها تتبخر بعد إعلان النتائج.. أضيفت إليها مؤخرًا أزمات «القَيْد» و«التكويد» و«الشهادات المزورة» و«السَّقَّالات»!

أخيرًا.. نعتقد أن الانتخابات الحالية، فرصة حقيقية لمراجعة أنفسنا وتحكيم ضمائرنا، في اختيار كفاءاتٍ قادرةٍ على العطاء، ترتقي بالمهنة والنقابة وأحوال الزملاء.. فالتجربة علّمتنا أن الاهتمام بالملفات الخدمية وأحوال الصحفيين البائسة، لا تقل بحالٍ عن أهمية وجود صحافة حرة، وحفظ وصَوْن الحريات.

فصل الخطاب:

في جميع المهن هناك صراعات وحروب نفسية، لكن في «مهنة المتاعب» تكون أكثر شراسة.. بسبب الأضواء!

[email protected]