رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

مستر بايدن.. كما لو أنك عمدة العالم تجلس الآن فى البيت الأبيض وتتصل برؤساء وملوك الدول، تباعًا، وفى التوقيت الذى يناسبك لتملى عليهم دروسًا فى الديمقراطية وحقوق الإنسان وتهدد وتتوعد.. متناسيًا أنك وصلت إلى مكتبك البيضاوى بصعوبة وسط دخان حريق فى الديمقراطية الأمريكية نفسها، وعلى جثث ضحايا اقتحام غوغاء الرئيس السابق دونالد ترامب مبنى الكونجرس بصورة همجية لم تفعلها شعوب الدول التى شهدت ثورات ما يسمى بالربيع العربي!

مستر بايدن.. عندما اتصلت برئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو، وكان الحديث بينكما دافئًا عن العلاقة الأمريكية الإسرائيلية الحميمة.. وأبلغته برقة ونعومة عن نواياك فى تعزيز التعاون الدفاعى مع إسرائيل، وأكدت بتاريخك الشخصى على الالتزام الثابت بدعم أمن إسرائيل.. وتحولت من أسد علىّ إلى نعامة أمام إسرائيل، وفقدت ذاكرتك متعمدًا، وليس بفعل الشيخوخة، عن حقوق الإنسان الفلسطينى، والأسير الفلسطينى، أمام الجرائم الإسرائيلية المروعة فى حق شعب بأكمله، احتلت أرضه، ومازالت تحتل المزيد.. وتقوم يوميًا، منذ عام 48 بتصفية هذا الشعب فردًا فردًا، داخل السجون وخارجها، أمام أعين كل رؤساء أمريكا، وبمنهجية العصابات التى تذكرنا بما فعله الآباء الأمريكيون الأوائل بالهنود الحمر.. ثم ما يتم مع الأمريكان الأفارقة!

مستر بايدن.. ربما تكون محقًا، شكلًا، فى الحديث عن حقوق الإنسان فى الشرق الأوسط أو الصين، أو كوريا الشمالية.. أو.. أو.. وهو حق أصيل بالفعل لهذه الشعوب، ولكنه يراد به باطل أمريكى.. فماذا عن حقوق الشعب العراقى الذى تمت تصفية أكثر من مليون إنسان على أرضه منذ احتلال جورج بوش الابن لهذا البلد برعونة وبلا مبرر فى عام 2003، وتم تدمير العراق بكامله حاليًا وسلمتموه إلى إيران، لا أعرف بغباء أو عن قصد لتظل دول المنطقة تتحرك فى دائرة من التدمير الذاتى!

مستر بايدن.. أن أمريكا هى التى قامت بغزو وتدمير وتفجير أفغانستان، بطريقة انتقامية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 بحثًا عن رجلكم (أسامة بن لادن) وعن عناصر تنظيم القاعدة الذى قمتم بتمويله وصناعته، وتحويل أفغانستان إلى مستنقع للإرهاب والمخدرات، وتصديرهم إلى جميع الدول العربية والأفريقية، دون مراعاة لحقوق الإنسان.. ولا حتى الحيوان فى هذه البلاد!

مستر بايدين.. نفس الشيء تكرر فى سوريا بصناعة تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لتدمير سوريا كما دمر العراق من الداخل، بدعوى التخلص من الديكتاتور بشار الأسد.. ولكن ما حدث أنكم تخلصتم من سوريا، دولة وشعبًا، وظل الأسد على قمة أرض خراب كان اسمها سوريا.. فهل سألت يومًا عن حقوق الإنسان السوري؟

مستر بايدن.. أنت كنت مشاركًا وشاهدًا كسيناتور على كل ما فعلته الإدارات الأمريكية بالتعاون مع إسرائيل منذ عام 1973 فى كل دول الشرق الأوسط، وفى مناطق كثيرة فى العالم.. من حماية الديكتاتوريين، ومغتصبى الديمقراطية، إلى رعاية منتهكى حقوق الإنسان، طالما يخدمون المصالح الأمريكية والإسرائيلية.. وتعرف جيدًا أن أمريكا تتعامل مع كل دول العالم بمنطق القوة لا بمنطق الحق.. ولذلك أنت آخر واحد يدافع عن حقوق الإنسان أو بالديمقراطية.. مستر بايدن.. مستر بايدن.. ألو.. هل تسمعنى.. مستر بايدن؟!

[email protected]