عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

رغم أن «الاختلاف» بين البشر حقيقة مؤكدة، لكن أمرًا واحدًا نتفق عليه وننشده جميعًا وهو «السعادة»، آملين تحقيقها، أو إدراكها على أقل تقدير.

لكن مفهوم «السعادة» يختلف من شخص إلى آخر، ومن مجتمع لغيره، بحسب المفاهيم والثقافة والقيم السائدة وجَوْدَة الحياة والحالة الاقتصادية.. وهذا ما يفسر لنا حقيقة الصراع فى هذه الدنيا.

لذلك يجب الانتباه دائمًا إلى لحظات السعادة التي تحيط بنا، واقتناصها، والاستمتاع بها قدر الإمكان.. فلا يوجد شخص «تعيس» أو «معدوم الحظ» في حياته على الدوام، لكن ذلك يتوقف على نظرته «الإيجابية» للحياة.

نتصور أن «السعادة» موجودة حولنا باستمرار.. تبعث إشاراتها للجميع بدون استثناء، لكن لا يستطيع استقبالها إلا مَن هو مستعد لها، من خلال تحديد ما إذا كانت بالنسبة له «اختيارًا» أم «قرارًا»!

في اليوم العالمي الذي يُصادف 20 مارس من كل عام، وغيره من الأيام، تظل «السعادة» كمعنى وحالة، أجمل الكنوز وأثمنها، رغم كونها مفهومًا معقدًا ومتشابكًا مع القناعة والرضا والرفاهية، وشعورًا لا يقتصر على المترفين دون سواهم.

لقد أدرك العلماء، أهميتها على الفرد والمجتمع، حيث تلعب دورًا كبيرًا في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، خصوصًا أن ثمة علاقة وثيقة بين التسامح والعفو من جهة، والسعادة والرضا من جهة أخرى.

كثيرون يعتقدون أن الشهرة والثروة هما ما نحتاجهما للحصول على حياة سعيدة، لكن خبراء ودراسات معتبَرة يرون أن السعداء هم فقط هؤلاء الذين يهتمون بالعلاقات الدافئة مع الأسرة والأصدقاء والمجتمع.

إن السعادة التي نستجديها أو نعمل على خلق أجوائها، ليست بالأمر الهين، فهي هدف وغاية، أو كما يقول طه حسين «ذلك الإحساس الغريب الذي يراودنا حينما تشغلنا ظروف الحياة عن أن نكون أشقياء».

وتكمن السعادة‏، بحسب «تولستوي»، في ‏ثلاثة‏ ‏أمور: «‏شيء‏ ‏تعمله‏، ‏وآخر‏ ‏تحبه،‏ ‏وثالث‏ ‏تطمح‏ ‏إليه».. أما أرسطو فأطلق اسم «يومونيا» باليونانية على معنى السعادة، بأنها ليست شيئًا نقدمه للآخرين، أو تلبية احتياجات ورغبات مادية فقط!

هناك دراسة مثيرة ونادرة، لجامعة هارفارد الأمريكية، تعد الأطول في التاريخ، بدأت سنة 1938، وامتدت لأكثر من 75 عامًا، حول تطور الحياة النفسية لكبار السن.. توصل فيها الباحثون إلى نتائج مهمة عن السعادة.

تبيَّن أن العلاقات الجيدة والصِّلات الاجتماعية تجعلنا أكثر سعادة وأفضل صحة، والمتفاعلون مع محيطهم الأطول عمرًا.. فالوحدة سامَّة وقاتلة، والأكثر عُزلة هم الأقل سعادة، حيث تتراجع صحتهم بوتيرة أسرع في منتصف العمر، ويقل أداء أدمغتهم.

أثبتت أن الإنسان قد يكون وحيدًا حتى لو في حشدٍ من الناس، فالعبرة ليست بعدد مَن حولك، بل نوعية علاقاتك بهم، كما أن دفء العلاقات أمر وقائي، حيث يخفف من صعوبات تقدم السن.

أخيرًا.. عوامل المال والنجاح أو حتى الذكاء، غير كافية لإدراك السعادة، التي يكمن سرها الحقيقي في الحب والصداقة الحقيقية.

فصل الخطاب:

ثق دائمًا بأن الأحزان ستزول حتمًا باستحضار السعادة.

[email protected]