رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تابعت بمنتهى الفخر ردود الأفعال المحلية والعالمية على قدرات مصر الفائقة فى تنظيم بطولة كأس العالم لكرة اليد فى نسختها السابعة والعشرين التى أقيمت ولأول مرة فى تاريخ اللعبة بحضور 32 منتخباً من مختلف قارات العالم، ولم يكن الإبهار الذى قدمته مصر للعالم أجمع مجرد مصادفة، ولكنه إنجاز عظيم ونجاح غير مسبوق لمنظومة الإدارة، لما فيها من حسن التخطيط والتنفيذ والمتابعة فى ظل ظروف عالمية غاية فى الصعوبة.

ومن واقع تجاربى الممتدة لأكثر من 20 عاماً فى إدارة العملاء وتطوير الأعمال فى القطاعين الخاص والحكومى، أرى أن ما يحدث فى قطاع الرياضة بمصر خلال السنوات الأربع الماضية يعكس استراتيجية قومية قوية تتبناها القيادة السياسية للنهوض بالرياضة كصناعة وطنية، وليس مجرد فعاليات استثنائية.

وفى تقديرى أن الرياضة يمكن استثمارها كصناعة قومية لها أهداف إنسانية عظيمة، حيث إن الرياضة هى اللغة المشتركة التى يجيدها جميع البشر، وهى رسالة سلام حقيقية تجمع الشعوب وتذيب الفروق وتتجاوز جميع الخلافات والاختلافات، فالجميع أمام الرياضة سواء. والأهم أيضاً أن الرياضة هى الوسيلة للحفاظ على سلامة الجسم والعقل أيضاً لتبنى أجيالاً بصحة جيدة وعقل سليم وفكر مستنير.

كما يمكن أيضاً استغلال الرياضة فى التسويق لمصر Nation Branding، وتؤثر فى الصورة الذهنية للشعوب. كما يمكن الاستفادة من أبطالنا فى تعظيم قوة مصر الناعمة، فها هى ميار شريف فتاة مصر الذهبية تبهر العالم فى لعبة التنس، وها هو ممدوح السبيعى الملقب بـ«بيج رامى» يبهر العالم فى كمال الأجسام، ومن قبلهما الفراشة الذهبية فريدة عثمان فى السباحة والفرعون المصرى محمد صلاح فى الدورى الإنجليزى لكرة القدم، بالإضافة إلى الفرق والمنتخبات المصرية مثل النادى الأهلى الذى حقق برونزية كأس العالم للأندية لكرة القدم ومنتخب الجودو الذى حقق لقب إفريقيا، وغيرهم الكثير.

والأهم من كل ذلك، هو العمل على استثمار الرياضة أيضاً كصناعة اقتصادية تقليدية قادرة على تحقيق دخل بالعملة الصعبة لمصر، حيث باتت مصر تمتلك إمكانات وبنية تحتية غير مسبوقة فى مختلف الألعاب وشيدت الاستادات والملاعب بمواصفات عالمية فى مختلف الألعاب، ولا أدل على ذلك من الصالات المغطاة العملاقة التى تم إنشاؤها أو تطويرها فى كل من مدينة السادس من أكتوبر وبرج العرب واستاد القاهرة الدولى، بالإضافة إلى الصالة العملاقة فى العاصمة الإدارية التى شهدت نهائى بطولة كأس العالم لكرة اليد الشهر الماضى. ويكفى الإشارة إلى أن بطولة كرة اليد السابقة استضافتها ٣ دول!! نعم ٣ دول.. كما أن البطولة المقبلة ستنظمها دولتا السويد وبولندا عام 2023!

وهنا أقول إن مصر قادرة على التسويق لنفسها ولإمكاناتها وثرواتها السياحية عبر الرياضة، وبمجرد انتهاء جائحة فيروس كورونا المستجد، سنكون جاهزين لاستضافة الجماهير من مختلف أنحاء العالم، وهى مرحلة عظيمة مهدت لها الإنجازات الرياضية الكبيرة خلال العامين الماضيين بدءاً باستضافة بطولتى كأس الأمم الإفريقية لكرة القدم وكأس الأمم الإفريقية للشباب لكرة القدم عام 2019، كما نظمت مصر بطولة العالم للسباحة والسلاح وغيرها من البطولات القارية والعالمية بالتوازى مع البطولات المحلية.

ولا بد أن نستغل الفرصة جميعاً كمواطنين لدعم هذه الصناعة بتربية أبنائنا على ممارسة الرياضة ودعم مبادرات اكتشاف الموهوبين رياضياً وتشجيعهم، فالرياضة هى صناعة أمل للأوطان، لأننا نسعد جميعاً بكل من يرفع الراية المصرية عالياً فى بقاع العالم وعزف السلام الجمهورى فى كل مناسبة.

وكما كان للرياضة مفعول السحر فى حياة أطفال الأسمرات من خلال تجربة شخصية عايشتها لا مجال للتفصيل فيها هنا، وكان لها أيضاً مفعول السحر كقوة ناعمة لمصر تضع اسمها فى مانشيتات الصحف والعناوين الرئيسية لنشرات الأخبار فى مختلف وسائل الإعلام العالمية، حيث لقيت مصر إشادات واسعة محلياً ودولياً وكانت محط أنظار العالم من كل بقاع المعمورة وترتب عليه إظهار الدولة المصرية فى صورة مشرفة. وما بين الأسمرات والبطولات العالمية، هناك رؤية وجهد كبير يستحقان الإشادة والثناء والتقدير.

تحيا مصر بشبابها.. وبالأمل تصنع الأوطان.