عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

 

صدق أو لا تصدق.. ان مدينة القاهرة عندما أنشأها القائد الفاطمى جوهر الصقلى لم تكن للشعب ولا للعامة.. بل كانت سكناً للخليفة الفاطمى وحرمه وجنده وخواصه. وكانت مكاناً يتحصن فيه ويلجأ اليه عند الضرورة.. كانت مدينة متواضعة. مساحتها 340 فداناً منها 70 فدانا لقصر الخليفة و35 فداناً للبستان الكافورى ومثلها للميادين والباقى وهو 200 فدان تم توزيعها على الفرق العسكرية للجيش الفاتح وتم تقسيمها الى 20 حارة توزع فيها جنود الجيش والقبائل التى أتت مع القائد جوهر من المغرب. وتم رسم هذه الحوارى العشرين بجانب قصبة القاهرة.. أى شارع المعز لدين الله الآن.

وكانت القاهرة مدينة مربعة الشكل يصل طول ضلعها إلى 1200 متر وبالتالى لم تكن القاهرة ـ المدينة الملكية ـ إلا بإذن مكتوب يسمح لحامله أن يدخل اليها من أحد أبواب القاهرة ويغادرها قبل اذان العشاء.. حتى مفوضو الدول الأجنبية كان عليهم ان يترجلوا عن جيادهم قبل أن يصلوا الى القصر، فيمرون بين صفين من الجنود وهكذا كانت أسوار القاهرة وأبوابها المحروسة جيداً تحجب الخليفة  عن الشعب.

بل ان جوهر القائد ــ منشئ  القاهرة ـ بداية من يوم 6 يوليو 969م بدأ ببناء السور الذى أحاط بالمدينة موازياً  لبناء قصر الخليفة واختار موقعها بعيداً عن كل عواصم مصر الإسلامية قبلها من الفسطاط والعسكرى والقطائع.. وترك كل ذلك لإقامة الناس، الذين كانوا  يدخلون القاهرة بتصريح ليعملوا فيها ثم عليهم أن يغادروها.. فور عملهم هذا واختار هذا الموقع قريباً بل وملاصقاً لجبل المقطم ليحتمى به عند الحاجة.. حتى وان ابتعد بذلك عن النيل.. مصدر المياه الوحيد وكان الماء ينقل للمقيمين بداخلها من خلال «السقا»..  وظلت الفسطاط هى المدينة أو العاصمة الفعلية للبلاد طوال العصر الفاطمي.. ولذلك حصنوها جيداً وكان صلاح الدين الأيوبى هو الحاكم الذى سمح للناس بالاقامة فى  هذه القاهرة بعد أن أزال  وألغى حكم الدولة الفاطمية الشيعية فى مصر وسمح للناس بالاقامة فيها والبناء وأخذ الأثرياء ـ والعامة يبنون حولها البساتين والقصور.. بل امتد العمران الى أراضى هذه البساتين نفسها. وبسبب بعدها عن النيل حفر المصريون الخليج المصرى لتوصيل المياه الى هذه العاصمة.. ولما توسعت.. شق الناصر محمد بن قلاوون الخليج الناصري.. لتوفير المياه للسكان.

< وأخذت="" القاهرة="" تتقدم="" شمالاً،="" أى="" نحو="" النيل.="" حتى="" عبرته="" ايضا ="" وتم="" تعمير="" الضفة="" الأخري،="" فى="" الجيزة،="" وهكذا..="" ولا="" ننسى="" ان="" منشئ="" القاهرة="" فى="" نفس="" اللحظة="" التى="" كان="" ينشئ="" فيها="" مدينة="" القاهرة..="" أنشأ="" أيضاً="" الجامع="" الأزهر="" وتم="" بناء="" الجامع="" فى="" رمضان="" 361هـ..="" وهو="" نفس="" المبدأ="" الطيب="" الذى="" يسلكه="" الرئيس="" السيسى="" الآن..="" أى="" بناء="" المدينة="" والمسجد="" معاً..="" وإن="" اضاف="" اليهما="" الكنيسة="" لينعم="" الأشقاء="" بمكان="">

وتلك أيضاً من أهم خصائص بناء العاصمة الادارية الجيدة وتخيلوا المساحة الأولى للقاهرة.. ثم مساحة العاصمة الادارية الجديدة لتعرفوا حجم ما يجرى اقامته الآن.. فى مصر المحروسة.