رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عصف ذهني

 

 

 

فى القانون الفرنسى من يؤذى زوجته يتم حبسه، لكننا فى مصر نعاقب من يضرب زوجته بالحبس مدة لا تزيد على سنة أو غرامة من ١٠ إلى ٢٠٠ جنيه.

من هنا تقدمت النائبة أمل سلامة عضو لجنة الثقافة والاعلام بالبرلمان بمشروع قانون تحت عنوان «ضرب الزوجات»، لتغليظ العقوبة وفقاً لنص المادة ٢٤٢ من قانون العقوبات لتصل إلى الحبس ٥ سنوات مع غرامة مالية كبيرة، بعيدا عن الضرب الذى يسبب عاهه مستديمة، التى خصص لها القانون عقوبة اخري.

 وبررت النائبة- كما جاء بحوارها مع الزميل هشام الصافورى فى الاهرام العربى - حاجة المجتمع المصرى إلى هذا القانون من واقع الاحصائيات التى كشفها المجلس القومى للمرأة، ان هناك نحو ٨ ملايين سيدة يتعرضن للعنف، و ٨٦ ٪ من الزوجات يتعرضن للضرب، والخطير ان ذلك يحدث فى جميع الطبقات ولا ينحصر فى الطبقات الشعبية او العشوائية فقط، بينما الاكثر خطورة ان ٥٠٪ من حالات الطلاق تمت لعدم قدرة المرأة على تحمل الضرب من زوجها.

وحسب تلك الاحصائيات فنحن امام كارثة اجتماعية وتربوية خطيرة تكشف عن خلل جسيم فى المجتمع ينتج عنه امراض سلوكية عديدة داخل تلك الاسر، وتؤثر بشكل مباشر على ابنائها باعتبارهم المنتج البشرى الذى سيساهم فى تطوير المجتمع.

وإذا كانت الشريعة الإسلامية باتفاق الأئمة الاربعة ترفض ضرب الزوج لزوجته، لان ذلك يسقط المودة والرحمة وفقا لتعاليم ديننا الحنيف (وجعلنا بينكم مودة ورحمة)، وكما أشارت الاحاديث النبوية الشريفة إلى حسن معاملة المرأة وتكريمها عملا بقوله «صلى الله عليه وسلم»(رفقا بالقوارير)، وكذلك نهت جميع الشرائع السموية والقوانين الوضعية فى اكثر من ١٢٧ دولة حول العالم عن ايذاء المرأة وجرمت العنف ضدها.

وبعيدا عن اقرار هذا القانون الذى فى طريقه الآن إلى اللجنة الدينية بالبرلمان لابداء الرأى فيه، فإن مثله أو غيره، لابد ان يحكمه سياج من التربية واساس من الأخلاق من جانب الرجل والمرأة عند تأسيس «شراكة الزواج» عملا بمقولة خبراء علم النفس الاجتماعى (لا يوجد زواج فاشل ولكن يوجد زوجان فاشلان).

والأمر هكذا، فإن ذلك يتعلق بحسن التربية وسماحة الخلق وكرم المعاملة ولنا فى رسول الله «صلى الله عليه وسلم» أسوة عندما شب خلاف بينه وبين زوجته عائشة حين فاجأته قائلة: قل الحق يا محمد، ومع ذلك لم يغضب الرسول فشكاها لأبيها أبي بكر الصديق «رضى الله عنه» الذى هم بضربها، فمنعه قائلا: ما دعوتك إلى هذا اتركنى لزوجتي، فإن كانت راضية قالت ورب محمد وان كانت غاضبة قالت ورب إبراهيم.

تلك هى أخلاق رسولنا الكريم التى يجب ان نتأسى بها، قبل تطبيق هذا القانون الذى قد ينجح فى فرض الاحترام بين الزوجين بالعقوبة، بينما جعل الحق «سبحانه وتعالي» بينهما مودة ورحمة، لذلك وجب فرض الأخلاق قبل القانون.