رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

كم كنت محظوظا أني من هذا الجيل الصحفي الذي بدأ عمله في أوائل التسعينات .. لم أكن فقط محظوظا لاني عملت تحت يد عمالقة الصحافة ولكن أيضا لتعاملي مع عمالقة المصادر الصحفية سواء في الفن أو الأمن أو السياسة والاقتصاد ..  وعملت أيضا  في الصحف القومية والمعارضة .. لم أعش تلك التجربة الهشة التي يعيشها الآن معظم شباب الصحفيين واجراء حوارات صحفية الكترونية  لاتثمن ولا تغني من جوع حيث لم يعد المصدر ولا المحرر لديهما  الوقت لترتيب اللقاء .. فتكتب الأسئلة ويتم الإجابة عليها من خلال البريد الإلكتروني.. وما اسهلها الصور في عالم الجرافيك  الا نهائي.. أنه الوهم الذي ربما  يعيشه القارئ في تلك الأيام والكورونا  شاهد على صعوبة تلك اللقاءات ..
عملت تحت  يد الأستاذ الكاتب والمؤرخ الكبير جمال بدوي رحمة الله عليه حيث النجاح الصحفي يخطف في لحظات والصورة الصحفية النادرة أيضا لاتنتظرك ثوان أو لحظات .. السبق الصحفي مثل جلسات الصيد حظوظ وصبر و اقتناصات.. في أحد تلك الاقتناصات أتذكر أن رصاصة عبرت أسفل اذني وانا في عالم آخر متناسيا تماما أن المعركة الانتخابية في كفر شكر تحولت إلي تراشق بالبنادق والطلقات وحصلت يومها على شكر بنشر صورى التي التقتها وقت المعركة بثبات مانشيت الوفد  ..والواقع اني كنت في حالة ذهول ولا وعي بعد أن ندهتني نداهة الصحافة الحمقاء ولم أفق إلا بعد إنتهاء المعركة وقد احمر وجه زميلي السائق وهو يسألني أنت مكنتش داري أنت كنت واقف فين والرصاص من حولك في كل مكان.. توبه أخرج معك مأمورية تاني وطبعا خرج ميت مأمورية معي بعدها .. فلا توبة في الصحافة ..
اتذكر وقت أن حصلت علي مكافأة حصرية وهي إجراء حوار صحفي حصري لي مع شاب صغير قتل شقيقيه خطأ  بسبب الخوف من والديه  واكتشفت أن زميلة لي في صحيفة أخرى حصلت على نفس الوعد من نفس الضابط لإجراء الحوار الحصري وهو ما اضطرني إلى خداع الزميلة وكانت من عائلتي حتى لا تقوم باجراء الحوار واستطعت بالفعل إجراء الحوار حصري لجريدتي بالحيلة .. وكانت  أكثر اللحظات التي عشتها ندما وانا داخل المتحف المصري بعد أن قام مختل وشقيقه بالقاء قنبلة على اتوبيس سياحي أمام المتحف المصري بميدان التحرير كنت الصحفي الوحيد داخل المتحف مع الأمن بعد أن  ظن رجال الأمن اني اعمل معهم شاهدت المتهمين لحظة القبض عليهما ولم تكن معي كاميرا لتصويرهما وقتها كنت أتمنى أن تبتلع الأرض بي لتفويت تلك الصور التاريخية الحصرية .. ومين عارف يمكن لو كانت معي الكاميرا لكان كشف امري و القبض علي.. أعتقد أن زملائي الحاليين لم يعيشوا تلك اللحظات ولو لحظات لسهولة الأمر واللقطة الصحفية ..المعاناة هي دائما مبتكرة العبقريات والنجاحات  .. هذا ماتعلمت والله علي مااقول شهيد .. مااجملها المعاناة في شارع الصحافة.

 [email protected]