رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

الآن أنا مريض كورونا وهذا آخر ما كنت أتوقعه.. لست لأننى من فولاذ أو جبلة مختلفة عن البشر ولكن لأننى كنت أحرص الناس ألا أخرج بدون كمامة وأهرب من أى تجمعات ولم أترك بروتوكول النظافة اليومى لحظة حتى الصابون والكحول كان له أثر سيئ على جلدى، ورغم كل تلك الاحتياطات أصبت بالمرض من لحظة واحدة فقط تركت فيها الكمامة على ذقنى وعندما انتبهت كان القدر قد تم.

ويبدو أن تلك المرة كان السبب هذا الشاب حموكشة الذى سبق أن كتبت عنه مقالًا لتخصصه فى إخصاء الحيوانات دون رحمة، وفى تلك المرة التى توجهت أنا وصديقى إلى المزرعة لالتقى حموكشة بعد أن قص له صديقى صاحب المزرعة ما كتبت عنه ترك حموكشة الجميع وانطلق نحوى بمفردى وكانت الكمامة على ذقنى لم أنتبه إلى وضعها إلا بعد أن قال الكلمتين لا أعرف هل هو فرح بأنى كتبت عنه أم غاضب لأنى كشفت وحشيته فى إخصاء الكلب البلدى الموجود فى المزرعة حتى لا يتزوج الكلبة الجيرمن غالية الثمن.

كل ما أعرفه أن حموكشة الوحيد الذى اقترب من وجهى وكان حديثه بصوت عال كعادته ولكن عتابه فى تلك المرة كان يحمل معه كورونا.. حموكشة لا يعلم حتى تلك اللحظة أنه مريض كورونا وهو غير مقتنع ربما تمر كورونا على أناس عديدة وتذهب وهم لا يعلمون ربما لقوة مقاومتهم لها.

وأنا متأكد أن الوحيد الذى داهمنى بكلماته دون ساتر الكمامة هو حموكشة وبعدها أصبت بأعراض المرض.. فى النهاية هو قضاء الله ولا مهرب أو مفر منه حتى أنه لم يترك مقاعدنا نحن الأربعة أفراد أسرتى.. وتدور الذكريات وأنا أتذكر كيفية محاولاتى الهروب من هذا الوباء حتى أنى حضرت أحد الأفراح وكنت أنا الوحيد فى الحفل الذى يرتدى الكمامة ما جعلنى ملقف انتقاد.. لحظات وكانت أسرتى التقطت المرض وتحول بيتى إلى ثكنة صحية ممنوع الاقتراب منها.

إنها أصعب أيام ولكن كل ما تعلمته أنه لا فرار من قضاء الله ولكن ليس معنى هذا التساهل فى التعاطى دون أخذ الإجراءات الوقائية ولكن مع الحرص على تلك الإجراءات عليك أن تتأكد أنه لا مفر من قضاء الله إنها لحظات غفلة ربما كانت هى الأقرب إلى الله، حيث لا تذكر فى تلك اللحظات سوى الله ولا منجى إلا الله.. اللهم نسألك العفو والعافيه فى الدنيا والآخرة.