رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

 

ما إن قررت الدولة انشاء محطة قطارات عند بشتيل تكون هى محطة مركزية لقطارات الصعيد.. حتي تداعت الى ذاكرتى قصة بطل تزعم ثورة بولاق، أى ثورة القاهرة الثانية فى مارس 1800. تلك هى قصة الحاج مصطفى البشتيلى ابن منطقة بشتيل وأبرز زعماء هذ الثورة.. وكم حزنت على النهاية المؤسفة لهذا البطل.

كان الحاج مصطفى البشتيلى يمتلك وكالة ضخمة فى بولاق.. وكان وطنياً رائعاً.. وقد اعتقله الفرنسيون فى أغسطس 1799 بعد أن ضبطوا فى وكالته أوعية ضخمة مملوءة بالبارود.. ولكن بوساطة من كبار تجار مصر وعلى رأسهم المحروقى شفعوا له وأفرجوا عنه.. وعاد الى تجارته.. ولما  نشبت ثورة القاهرة الثانية  وتمركزت حول حى بولاق الشعبى يوم  20 مارس 1800 كان الحاج مصطفى فى مقدمة الثوار ويمون  الثورة بالأسلحة والذخيرة والبارود.. وكانت هذه الثورة التى وقعت أيام  كليبر أكبر من الثورة الأولى التى وقعت أيام بونابرت.

المهم قاد الحاج مصطفى الثوار وحجم على القلاع التى أقامها الجيش الفرنسى بالذات عند كوبرى الليمون والأزبكية. وكان كليبر مشغولاً بمواجهة  الجيش العثمانى الذى كان قد وصل الى عين شمس. ولكنه لما فرغ استدار واتجه الى القاهرة ليخمد ثورتها هذه. ولما نفدت أسلحة الثوار ساهم الحاج مصطفى فى جمع أى معادن حتى حلل الطبيخ وأبواب الحارات والموازين ليستخدموها فى صنع القنابل والأسلحة بل أقام مصنعاً لهذه الأسلحة والذخيرة.. وأصابت الجيش الفرنسى بهزائم ثقيلة..

وبقدر تصاعد حجم خسائر الفرنسيين كان رد فعل الجنرال كليبر الذى خلف بونابرت على القيادة وحكم مصر، إذ أمر جنوده بتدمير كل شيء وبالذات فى حى بولاق حيث مركز الثورة.. وفرض غرامات مالية باهظة على السكان مالية وعينية..  وما إن نجحوا فى اعتقال الحاج مصطفى البشتيلى  قائد الثورة وزعيمها ـ حتى أشاعوا أمام سكان بولاق أن الحاج مصطفى هو السبب فيما أصابهم وبيوتهم من دمار شامل وخراب. وهذا أبشع خبر لقوات الاحتلال الفرنسي.

وما إن سلموا الحاج مصطفى لأبناء الحى حتي اندفع الأهالى بالنبابيت والعصى والسكاكين يضربون قائدهم حتى مات ممزقاً ـ وهو زعيم الثورة ـ على أيدى رجاله.. واستمرت الثورة لمدة 33 يوماً لم ينم فيها الثوار بسبب عنف مدافع الفرنسيين وشدة مقاومة الثوار.

< وهنا="" أضيف="" رأيى="" فى="" حكاية="" اغتيال="" سليمان="" الحلبى="" لقائد="" الفرنسيين="" الجنرال="" كليبر..="" وربما="" لم="" يتنبه="" أحد="" غيرى="" الى="" ذلك.. ="" وهو:="" هل="" كان="" من="" أسباب="" قيام="" هذا="" الشاب="" السورى="" الحلبى="" باغتيال="" الجنرال="" كليبر="" عنف="" هذا="" الجنرال="" فى="" التصدى="" للثوار،="" وبالذات="" ما="" حدث="" للحاج="" مصطفى="" البشتيلي..="" أى="" أن="" سليمان="" الحلبى ="" غير="" حكاية="" انه="" جاء="" مصر="" مكلفاً="" من="" العثمانيين="" ـ="" أقدم="" على="" قتل="" كليبر="" انتقاماً="" منه="" بسبب ="" الدمار="" الذى="" أحدثه ="" كليبر="" فى ="" القاهرة="" من="" أجل="" اخماد="" الثورة..="" خصوصاً="" أن="" الحلبى="" قتل="" كليبر="" يوم="" السبت="" 14="" يونية="" 1800="" أى="" بعد="" أيام="" قليلة="" من="" إخماد="" كليبر="" لثورة="">

أكاد أقول: نعم.. ترى هل يتذكر أهل بشتيل الآن الحاج مصطفى البشتيلى ابن قريتهم بمناسبة حكاية محطة السكة الحديد المقترحة.