رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

بركاتك يا «بايدن» وحزبك الديمقراطى العظيم وحالات التهليل والتصفيق والفرح بقدوم المنقذ والمخلص للحريات والمدافع عن الحق وحقوق الإنسان والحيوان والضعفاء والمقهورين، ففى غضون عدة أسابيع من بداية حكم الرئيس الأمريكى الجديد نجد العالم قد انقلب رأسًا على عقب شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوبًا وبدأت بوادر حروب ممنهجة وثورات جديدة وحالة عدم استقرار وفوضى شعبية واقتصادية معظمها يصب فى مصلحة الخزينة الأمريكية خاصة بعد أن ظهر ذلك العدو الخفى المسمى كورونا.

ففى «آسيا» اشتعلت الحرب بسبب الانقلاب العسكرى فى «ميانمار- بورما» وهى بلدة متعددة الأعراق والديانات تقع فى جنوب وسط «آسيا» بين «الصين» و«الهند» و«كوريا» و«بنجلاديش» فهى ميناء خطير على «طريق الحرير» يربط شمال «آسيا» بشرقها وجنوبها وغربها وتلعب «الصين» دورًا كبيرًا فى حالة عدم الاستقرار وتنافسها «أمريكا» والضحية المزيد من الدمار والدماء والخراب الاقتصادى لأهل البلد باسم الدين وباسم الحريات وباسم الديمقراطية والباقى معروف مقدمًا للجميع.

أما فى «أفريقيا» فمشكلة «سد النهضة» بين «مصر» و«السودان» من جانب و«إثيوبيا» على الجانب الآخر فإن إدارة «بايدن» العظيمة سوف تقوم بدعم «جنوب السودان» و«إثيوبيا» ضد «السودان» و«مصر» وستكون أولى رحلات السيد الرئيس الجديد إلى «جنوب السودان»، ولا عجب أن يقام أول «مهرجان للسينما الأوروبية» فى «السودان» وتلقى البلدان الغربية الضوء على هذا الحديث باعتبار أن هناك أعمالًا سينمائية سودانية لأول مرة.

وننتقل إلى «أمريكا اللاتينية» لنجد ثورة فى «هايتي» التى تقع على البحر «الكاريبى» بالقرب من «الدومنيكان» و«كوبا»، حيث يطالب الشعب بإنهاء حكم الرئيس الذى قضى خمس سنوات يحكم البلاد وقطعًا فإن بلاد الحريات والديمقراطية مهتمة بتحقيق العدل والحق فى «أمريكا اللاتينية» مصدر السلاح والمخدرات وغسيل الأموال القذرة لجميع الحكومات ورجال الأعمال فى «أمريكا» و«أوروبا» الذين يبيضون وجوههم وجيوبهم ويجنون ثرواتهم من إدارة تلك البلدان الفقيرة فى أعمال مخلة بالشرف والآداب والإنسانية، أما فى البلدان العربية فقد نصبت «أمريكا» نفسها محكمة دولية جديدة تقرر من قتل من ومن يستحق العقاب وتفرض سيادتها القانونية وتلغى شرعية «المملكة السعودية» وقضاءها فى قضية مقتل الصحفى «جمال خاشقجى» ولا يعرف العالم حدود فى ظل تلك الهيمنة الديمقراطية «الأمريكية» الجديدة.

ولا ننسى فرنسا التى يحاكم فيها الرئيس الفرنسى السابق «ساركوزى» بتهمة الفساد والتربح و«واشنطون» التى يحاكم فيها الرئيس الأمريكى السابق «دونالد ترامب» ولكأن الحاكم الأكبر والقاضى الوحيد هو ذلك الرئيس الجديد وحزبه الديمقراطى الحر.

هذه صورة مصغرة للعالم من حولنا نستقيها من الإعلام الغربى والشرقى ولا نعرف أى شىء عنه هذا إلا أقل القليل من إعلامنا المصرى الذى تحول إلى صراخ وتطبيل ودفاع ونفاق وتكرار أجوف لذات الكلمات والأخبار المغرقة فى المحلية والذاتية التى تعزلنا عن العالم من حولنا وتحبسنا فى قضايا الشهر العقارى أو قانون الأحوال الشخصية أو تراخيص المرور أو التصالح أو حادثة مذيع ووفاة فنان وخناقة أشباه فنانين وصغائر الأمور وتفاهات متعددة لها أهمية فى تفريغ العقل المصرى من محتواه وتحويل المواطن إلى كائن حيوى لا يبحث إلا عن رغيف نظيف وشارع يسير فيه بلا مطبات ووسيلة نقل آمنة ومسكن وجدران تحميه برد الشتاء وحرارة الصيف وكهرباء ومياه وبنزين ومكان فى المدرسة لأبنائه وسيستم امتحانات لا يعمل ليمنح الطلاب شهادة نجاح ومرور وحالات كورونا فى المستشفيات ووفيات ومصل لا يصل إلى المصريين ولقاح غير متوفر ونظل ندور فى دوائر فارغة.

نظرة وتأمل لما يجرى من حولنا لنعرف أننا نتلاشى ببطئ من خريطة العالم المستنير المتقدم لأن الحياة تستقيم بالعقل والجسد فإذا «مرض الجسد مرض العقل» وإذا ظل الإعلام يتقزم ويتمركز حول الصغائر ويحولنا إلى مجرد كائنات حيوية وليس بشرًا يحمل الأمانة فإننا فى خطر وعلينا أن ندرك من يدير ذلك العالم من حولنا وداخلنا ويدفعنا إلى ذلك المجهول.