عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حكاوى

رحل مؤخرًا عن دنيانا المفكر والفقيه القانونى طارق البشرى، هذا الرجل الذى يعد قامة وطنية كبرى خلال القرنين العشرين والواحد والعشرين، وقد أثرى المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات التى تعد نبراسًا لأهل العلم والفكر، تولى طارق البشرى منصب النائب الأول لمجلس الدولة ورئيس الجمعية العمومية للفتوى والتشريع حتى عام 1998.

ناقش مفهوم الفكر الإسلامى منذ عام 1967، من خلال أول مقالٍ له بعنوان «رحلة التجديد فى التشريع الإسلامى»، وبدأ ينتهج طريق التجديد والتطوير والتحديث للخطاب الدينى، وكان البشرى فى أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات يكتب بانتظام فى جريدة «الوفد»، ودخل فى مساجلات فكرية واسعة مع الكاتب الراحل والمؤرخ جمال بدوى - طيب الله ثرى الراحلين الكريمين.

وطارق البشرى من المفكرين العظام الذين أنجبتهم مصر، وشارك فى إثراء الوعى لدى كثير من الأجيال خلال القرنين الماضى والحالى، ومن أهم الكتب التى خلفها للمكتبة العربية والإسلامية «الحركة السياسية فى مصر منذ عام 1940 إلى 1952»، و«المسلمون والأقباط»، و«نحو تيار أساسى للأمة» و«الحوار الإسلامى العلمانى بين الإسلام والعروبة»، و«محمد على ونظام حكمه»، و«من أوراق ثورة 25 يناير».

ومن أبرز كتبه «سعد زغلول يفاوض الاستعمار»، وهو واحد من الكتب التاريخية المهمة، حكى خلاله وضع مصر خلال السنوات بين 1920 و1942، من خلال طرح تساؤلات والإجابة عنها بعلم وغزارة وتحدث طارق البشرى فى هذا الكتاب عن شخصية الزعيم خالد الذكر سعد زغلول ومفاوضاته الصعبة مع الإنجليز من أجل الجلاء والدور الوطنى الكبير الذى قام به خلال هذه المفاوضات وعملية النفى الأولى والثانية للزعيم سعد زغلول، واندلاع ثورة 1919، لقد أرخ «البشرى» لثورة 1919 بكل أمانة وحيادية وبرؤية صائبة أنصفت هذه الثورة العظيمة الأم التى كان من نتائجها تحريك الوعى الجمعى للمصريين فى كافة المجالات السياسية والفكرية وحتى الأدبية.

لقد ناقش «البشرى» فى 4 دراسات الزعيم سعد زغلول وعبدالرحمن الرافعى وأحمد حسين، والزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس، الذين مثلوا حركة الكفاح الحقيقى ضد المستعمر البريطانى. هذا هو طارق البشرى الذى دخل فى مساجلات كثيرة مع كتاب «الوفد»، وكما قلت من قبل مع الكاتب والمؤرخ الكبير جمال بدوى. رحم الله الفقيد وأدخله فسيح الجنات وألهم أسرته وعائلته الصبر والسلوان.