رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يلفتنى حديث الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية عن الموجة الثالثة، حديث لطيف، يحيلك إلى مقطع من أغنية طيب الذكر «أحمد رامى» بصوت كوكب الشرق أم كلثوم «فاكر لما كنت جنبى» يقول رامى: «.. والليل سارى والنيل جارى والموجة تجرى ورا الموجة/ عايزة تطولها تضمها وتشتكى حالها..».

الدكتور عوض لا يفزع ولا يخوف، بل يحنو، ويستبشر، ولا يكذب ولا يتجمل، يشخص الوضع تشخيصًا علميًا وطبيًا على أسس معرفية، لا يميل للمبالغات، ولا يهون من التبعات المحتملة، خلاصته طبيب لا يغادر مصداقية العلم ويبر بالقسم.

حديث الموجة الثالثة من الوباء يسرى، وتدركه العقول بلا عنـاءِ، عالميًا تحذيرات، ومحليًا احترازات، وبينها فيروس شرس متحور، فيروس مثل قاتل صامت، رغم ضجيج المقاومة يحصد الأرواح تواليًا..

لم نكد نودع «الموجة الثانية» حتى داهمنا حديث «الموجة الثالثة»، صعب التمييز بين الموجات الفيروسية المتلاطمة، الموجة تجرى ورا الموجة عاوزة تطولها، ويستحيل التيقن من نهاية موجة وبداية موجة، كلها توقعات مبنية على مؤشرات رقمية لا تعبر بحال عن أحوال العدوى الفيروسية.. يكنفها الغموض فى دول عنوان للشفافية.. ما يحدث فى لندن نموذج ومثال، تراوح مكانها بين تطعيم وحظر وفتح المطارات..

حديث الموجات المتلاحقة جد مقلق، متى يبدأ حديث الموجة الرابعة، قادمة لا تتعجل الفيروس، الوباء مطول معانا، واللقاحات لم تظهر نجاعة مقررة، وعليه الإقلاق الصحى الذى يمارسه الدكتور عوض تاج الدين ضرورة حتى لا تستنيم الكثافات البشرية إلى التوقعات المتفائلة، وتعود ريمة إلى عادتها الكارثية فى الاختلاط والتجمعات والأحضان والقبلات.

حذار الموجة الثالثة ستكون جد خطيرة، الموجتان الأولى والثانية حصدتا أرواحًا، والأرواح غالية علينا، فقدنا أحبابًا كثرًا، واحتوانا الحزن، يستوجب الإنصات إلى حديث الموجة الثالثة، فقط ما لونها، إن الموجات تشابهت علينا.

يعوزنا فى زمن الوباء حديث العلم والعلماء، متى كانت الموجة الثانية، ومتى انتهت، ومتى ستبدأ الموجة الثالثة ومداها الزمنى واتساعها الجغرافى، معلومات ضرورية جدًا وشحيحة فى الأسواق الإعلامية.

معلوم لا نزال فى انتظار اللقاح، وما سيصل منه أقل القليل، يا دوب يغطى من هم على خطوط مواجهة الفيروس الأمامية، وبعيدين جدًا عن «مناعة القطيع» التى تستلزم تطعيم ٥٠ مليون مصرى على أقل تقدير بجرعتين بينهما فاصل زمنى.

هل سنخوض غمار الموجة الثالثة هكذا بدون تطعيم كاف، وما شكل التوقعات المتوقعة، والاحترازات المستوجبة، أخشى من هذه الموجة لأنها تأتى بعد أن خارت مقاومة البعض، وزهق البعض، وملل الناس، وتعبت البيوت من المطهرات، والكمامات على أنوف لا تشم سوى روائح الفيروس الكريهة فى الأجواء.

حديث الموجة الثالثة أرجو أن يتناوله متخصصون فحسب، كالدكتور عوض تاج الدين، كفى اجتهادات لا ترقى لمستوى التوقعات، مهم تسييد المعلومات، ونزول الأطباء الثقاة إلى الفضاء الصحى بمعلومات موثقة.

معلوم عامة الناس وخاصتهم صاروا ينتظرون بيان وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد فى نهاية اليوم، لما يحويه من معلومات وأرقام موثقة من واقع مستشفيات العزل والمحاجر.. هكذا تكون البيانات الصحية بلا خزعبلات وعنعنات.. الدكتورة هالة تكتسب مصداقية كبيرة لأن قدميها ثابتة على الأرض بالمعلومات والمجهودات.

خلاصته الموجة الثالثة يقال إنها الأخطر، ويقال إنها الأعنف، ويقال الكثير تخويفًا، ويقال الكثير استهانة بالخطر الداهم، يقال «اللى عدى الموجتين الأولى والثانية يعديها»، وهذا جد شعور كاذب وزائف وخطير، الأولى والثانية حصدتا أرواحًا غالية، لا نحتمل المزيد، احترزوا يرحمكم الله من الفيروس القاتل.