رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكلام عاد مرة اخرى وطرح نفسه على الساحة السياسية والشعبية حول  ضرورة وجود معارضة سياسية وطنية للحكومة.. ويجب ان يتم السماح للمعارضين  ان يعبروا عن ارائهم بحرية وبدون ملاحقات او مضايقات، وهذا الكلام  طرحته بعض المنابر الإعلامية  بعد  حديث  الرئيس السيسى  عن حرية الراى والتعبير فى افتتاح مركز الاسماعلية الطبى منذ اسبوع تقريبا.

 وقضية حرية التعبير قضية اساسية  وعنوان لاى بلد وأى نظام حكم فى العالم   وعلى الجميع ان يعبر عن ارائه  بكل حرية، و المعارضة فى اى دولة هى سند  لنظام الحكم وهى ضميره الحى الذى  كلما  ارتكب خطأ نبهته إليه.  

والمعارضة السياسية  ودورها  هو إحدى  وسائل ممارسة حرية التعبير عن الاراءوالاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدنى بمختلف  أشكالها  هم  عناوين هذه الممارسة  ووجب على الدول حماية  هذه المؤسسات ومساعدتها. 

وحتى نصل الى وجود معارضة قوية  ووطنية   فى مصر فهناك عدة اشتراطات  اولها توفير المعلومات  لان اى انسان سوف يتحدث فى موضوع بدون معلومات سيقع فى المحظور وسوف يتحول كلامه الى  شائعات  لاقيمة لها  والمعلومات  تجعل من يمتلكها أكثر هدوءا فى التعبير عن رأيه  وتجعله اكثر قدرة على التفكير فى ايجاد حلول، فالمعارضة تموت فى ظل السرية، وتزدهر فى ظل وجود حرية لتداول المعلومات. 

والشرط الثانى ان  يتقبل جميع المسئولين النقد حتى ولو كان قاسيًا، فهو يعلم  قبل ان يتولى منصبه انه معرض للنقد وانه جاء ليؤدى دورا  وسيغادر منصبه فى حالة الخطأ  وانه ليس مخلدا فيه  وبالتالى يجب ان يتسع  صدره لاى نقد حتى ولوكان جائرا وعدم التسرع فى اللجوء الى القضاء  لمحاسبة كل من يخالفهم فى  الراى او من يوجه اليهم نقدا. 

 والشرط الثالث  لوجود معارضة وطنية  هو  عدم اختباء المسئولين خلف الحصانة التى حصلوا عليها بحكم مناصبهم  وان مبدأ الصواب والعقاب  يسرى على الكل  ولايوجد  ما نسمعه عن  الرموز او الشخصيات غير القابلة للانتقاد،  ولاتوجد  كيانات محصنة من النقد طالما ارتضينا ان يكون لدينا معارضة قوية. 

 اما الشرط الرابع فهو على الاحزاب السياسية  التى يجب  ان تفهم ان وظيفتها هو الوصول الى الحكم  وان  عملها  الاساسى هو استيعاب  كل من يرغب ان يكون له دورا سياسيا  فى بلده ، فكل الاحزاب امامها فرصة لإعادة هيكلها  برامجها  السياسية والاجتماعية  وصياغتها من جديد ان تضع خطط  لضم أكبر عدد من الشباب  لأن الاحزاب ستظل هى الوعاء الوحيد لممارسة العمل السياسى   فى أى بلد  وتحرك الاحزاب فى الشارع سوف يقضى على ظاهرة  المستقلين التى  أصابت الحياة السياسية فى  فى السنوات  الاخيرة بحالة الارتباك  وعدم الثقة فى القدرة على  ادارة اى حوار سياسى  منفتح وراق بين اطراف  المجتمع فى مصر. 

 والشرط الخامس والاخير وهو الأهم الحماية القانونية  للمعارضين  السلميين  ووقف سيل  المحتسبين الجدد الذين يلاحقون كل من يبدأ رايًا مخالفًا للحكومة فى المحاكم وتنهال البلاغات امام النيابة  والتشهير  به  حتى  يصل مرحلة  الاتهام بالخيانة  تارة واتهام بالعمالة تارة فلابد من وقف هؤلاء  اولا   وتعديل القانون حتى  يكون حماية المعارضة السياسية السلمية  أمرًا واقعًا فى المجتمع .

 فهذه هى الاشتراطات الخمسة حتى يكون لدينا معارضة وطنية تدعم الدولة وتساندها  فى كل  القضايا الوطنية الكبرى و محل الاجماع الوطنى، فالمعارضة لاتعطى لأى نظام حكم  الشرعية فقط ولكن تقويه وتجعل لديه قدرات اوسع فى التفاوض مع الغير   .. فهى  عنوان للديمقراطية الحقيقية .