رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم مصرية

عندما ألغت ثورة 23 يوليو الألقاب المدنية، من بك إلى باشا وذلك يوم 2 أغسطس 1952، أى بعد أقل من أسبوعين من الثورة، رحب الناس بالقرار، الذى يسوى بين المصريين.. حتى لقب أفندى ناله القرار.. ولكن سرعان ما عاد الحنين لهذا الزمن.. وعاد كل المصريين يستخدمون كلمة باشا، ولم يقنعوا بلقب بك.. وإذا كان لقب باشا ظل ملتصقًا بما نستخدمه فى حياتنا اليومية مثل باشمهندس وباشتمرجى وباشحكيم.. وحتى باش شاويش فإن ذلك كان يعنى ليس مجرد حنين للماضى أو حلم بالتفرقة.

ولكننا - ومنذ عصر الانفتاح - عدنا نستخدم ألقاب باشا.. نطلقها على من يستحق، وأيضا من لا يستحق. حتى أصبح أمين الشرطة باشا فما بالنا بمن هم فوق أمين الشرطة.. وزاد استخدامنا لكلمات باشا فى أقسام الشرطة، ربما لأن الشرطة هى رمز السلطة فى حياتنا.. ويا ويله من لا يخاطب الواحد منهم بكلمة «باشا».

وعدنا - كلنا - نستخدم ألفاظ: معالى. وسعادة. وصاحب المعالى حتى على من لا يستحق.. ونجدها تنتشر بين رجال القضاء والمستشارين والنيابة حتى من لم يشغل أى درجة وزارية منهم.. المهم أن يناديه بعضنا: معالى وصاحب المعالى.. رغم أنه كان عندنا - أيام الباشوية الحقيقية- قواعد تنظم حمل هذه الألقاب، إذ وكيل الوزارة يحظى بلقب معالى. والوزير صاحب المعالى. أما الباشا حاف فهو مجرد «معالى» إلى أن نصل إلى أعلى الرتب حسب حصوله على لقب رئيس الوزراء لأكثر من مرتين مثلاً.. وهكذا.

< ووجدنا="" أى="" مستشار..="" يناديه="" البعض="" بمعالى="" المستشار..="" وهكذا="" ولما="" زاد="" الأمر="" وجدنا="" حتى="" الوزراء="" يخاطبون="" أنفسهم="" -="" حتى="" بين="" بعضهم="" بعضا="" -="" بكلمة="" معالى="" الوزير..="" وصعدنا="" الأمر="" إلى="" معالى="" دولة="" رئيس="" الوزراء..="" وهكذا..="" ووجدنا="" مسئولا="" عاما="" عنده="" بعض="" الشجاعة="" يحطم="" هذه="" الألقاب..="" وجاء="" هذه="" المرة="" من="" الصعيد..="" من="" محافظة="" قنا،="" هو="" سكرتير="" عام="" المحافظة="" كمال="" شلبى="" الذى="" أصدر="" منشورا="" بمنع="" جميع="" العاملين="" بالديوان="" العام="" ومقرات="" الوحدات="" المحلية="" من="" استخدام="" ألقاب="" «باشا..="" ووزير»="" أثناء="" الحديث="" مع="" المسئولين="" بمقر="" عملهم.="" مع="" اتخاذ="" إجراءات="" مشددة="" ضد="" من="" يخالف="">

< والمشكلة="" هى="" أننا="" نجد="" تزايدا="" فى="" استخدام="" هذه="" الألقاب..="" مثل="" «اللواء="" المهندس="" الدكتور="" الوزير..="" فلان="" الفلانى»="" وما="" أكثر="" من="" يحمل="" لقبا="" عسكريا="" مع="" لقبه="" الفنى="" لكى="" يطول="" اللقب="" الرسمى..="" بل="" نجد="" طبيباً="" يصر="" على="" أن="" يخاطبه="" البعض="" بالدكتور..="" وهو="" لم="" يحصل="" على="" درجة="" الدكتوراه..="" وشتان="" بين="" طبيب="" درس="" خمس="" سنوات="" ودكتور="" أمضى="" 20="" عاما="" ليحصل="" على="" درجة="">

< ترى="" هل="" يصمد="" قرار="" «السيد»="" كمال="" شلبى="" سكرتير="" عام="" محافظة="" قنا="" وأن="" يشمل="" باقى="" المحافظات؟..="" أم="" ينتهى="" أثر="" هذا="" القرار="" إذا="" تم="" نقل="" السكرتير="" العام="" إلى="" محافظة="">

والعبرة هنا بأننا شعب يهوى التفخيم والتعظيم.. ويرى أن كلما نطق بمثل هذه الألقاب نال مراده.. ولسان حاله يقول: هو يعنى الكلام بيلزق؟!

حقًا نحن شعب ألقاب بحق وحقيقى!!