عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سبق أن كتبت مرارًا وتكرارًا عن مشكلات الإفراط فى الإنجاب دون مراعاة الظروف الاجتماعية والاقتصادية، وما ترتب على ذلك من تخلف للبلاد والعباد، هذا فضلًا عن أن كثرة الإنجاب تحمل الدولة والمسئولين ما لا طاقة لهم به، مما ترتب عليه ما نحن فيه الآن من مشكلات لا حصر لها.

الذى دفعنى للكتابة مرة أخرى عن كثرة الإنجاب ومخاطره، وما يترتب عليه من آثار مدمرة للوطن، هو أننى قرأت هذه الأيام فى الصحف عن أن أحد السادة المحامين أقام دعوى قضائية ضد أحد المذيعين المعروفين، الذى تعرض فى برنامجه لموضوع كثرة الإنجاب. صحيح، أن هذا المذيع ربما يكون قد خانه التعبير نتيجة حرصه الشديد لما وصلت إليه أحوال البلاد من ترد بسبب كثرة الإنجاب.

بصراحة شديدة، فإن كثرة الإنجاب فى حقيقة الأمر تلتهم كل المحاولات التى يبذلها سيادة الرئيس وأعوانه للأخذ بيد سكان الريف والعشوائيات والمناطق الشعبية بصفة عامة، فالرئيس بنفسه اعترف بما يعانيه هؤلاء من صلف العيش، فربما يعيش البعض من سكان المناطق النائية حياة غير آدمية قد تصل إلى الحياة غير إنسانية. فقد شاهدت بنفسى بعض المناطق التى تحدث عنها سيادة الرئيس وقت أن كنت نائبًا فى مجلس الشعب الأسبق.

الحياة فى المناطق العشوائية وأشباهها من المناطق الريفية أشبه ما تكون- بمولد وصاحبة غائب- فقد صادف وقت أن كنت نائبًا فى مجلس الشعب، أن شاهدت الشوارع فى هذه المناطق تعج بالسيارات والمشاة والعربات التى تجرها الدواب (الكارو) والدراجات البخارية، هذا خلافًا للأطفال بين من يلهو منهم يهيمون فى الطرقات، وبين من يعمل فى بعض الورش الصغيرة والحانات، ويعلم الله سبحانه مصير هؤلاء الأطفال فغالبًا ما ينتهى بهم الأمر للجريمة والانحراف نتيجة انعدام الرقابة والرعاية من القائمين على شئونهم.

وللحقيقة.. فإنه نتيجة ضغوط الحياة وقلت الوعى الذى يعيش فيها سكان المناطق العشوائية وأشباهها من المناطق الريفية، عادة ما نرى رب الأسرة يتقاعس عن القيام بواجباته فى تربية أبنائه وتنشئتهم النشأة السليمة، حيث يترك المنزل فى أغلب الوقت للذهاب بحثًا عن قوت يومه، ومع الأسف الشديد كثير من الرجال يفرون من المسئولية ويتركون الأطفال فى أحضان أمهاتهم، وبالطبع فإن الأمهات فى سبيل السعى وراء لقمة العيش تترك الأطفال نهبًا للشوارع طوال الوقت، والنتيجة أن الأطفال ينخرطون فى مجال الجريمة والانحراف.

مشكلة كثرة الإنجاب سبق أن تم تناولها فى العديد من الأفلام والأعمال الدرامية بهدف إبراز المخاطر التى قد يتعرض لها المجتمع من جرائها خاصة مشكلة أبناء الشوارع. وللحد من هذه الظاهرة فقد سبق أن طالبت أكثر من مرة بضرورة فرض نوع من العقاب على الأسرة التى تنجب أكثر من طفلين، وليكن عن طريق رفع الدعم الذى تقدمه الحكومة اعتبارًا من الابن الثالث، فضلًا عن حصر التعليم المجانى على مرحلة التعليم الأساسى فقط، وبحيث تقتصر مجانية التعليم فى المراحل التالية على المتفوقين، أما غير المتفوقين فيكون تعليمهم على نفقتهم الخاصة.

أعود فأقول.. الإسهاب فى الإنجاب أمر فى غاية الخطورة لما يترتب عليه من التهام كل ما تبذله الدولة من جهود مضنية فى سبيل تقديم الحياة الكريمة لأبناء الشعب من سكان المناطق العشوائية، فما يبذله سيادة الرئيس وأعوانه من جهد فى سبيل النهوض بتلك المناطق يذهب هباء وكأنهم ينفخون فى إربة مقطوعة. فمن المعروف أن شعوب البلاد المتقدمة تعلم جيدًا خطورة كثرة الإنجاب وبالتالى فإنهم لا ينجبون أكثر من طفل أو اثنين، فهم يريدون أن يعيشوا عيشة كريمة، ولهذا فقد تقدمت تلك الدول وأصبحت فى المصاف الأولى.

خلاصة القول.. إن سيادة الرئيس ومعاونيه يسارعون الزمن فى سبيل النهوض بمصر وشعبها حتى تصبح إحدى دول العالم المتقدم، ويجب علينا جميعًا الوقوف خلفهم نؤازرهم حتى نعيد لمصر مكانها، وألا نكون معول هدم فى طريق تقدمها ورقيها، حتى لو اقتضى ذلك فرض نوع من العقاب على الذين ينجبون بغير حساب.

وتحيا مصر.