رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

أغرب مشروع قرار دولى وصل مجلس الأمن هذا الأسبوع من بريطانيا، التى طلبت فيه الزام الدول الغنية التبرع بجرعات لقاح ڤيروس كورونا الزائدة عن حاجتها إلى الدول الفقيرة!

هو أغرب مشروع قرار ليس لأنه لن يمر إلا إذا وافقت عليه الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن وهى: الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا!

إنما وجه الغرابة فى مشروع القرار أنه يتحدث عن تبرع تقوم به الدول الغنية، ثم يتحدث عن الزام بالتبرع وفق مشروع قرار لا نعرف ما إذا كان سيمر أصلًا أم لا؟!.. فالسؤال هو: كيف يتفق «التبرع» مع «الإلزام» رغم التناقض الواضح فى المعنى بين الاثنين؟!

ويبدو أن الشيء الذى دفع لندن إلى التقدم بمشروع قرار بهذا المضمون، هو إحساسها بنوع من الندم وتأنيب الضمير بعد اجتماع مجموعة السبع الذى انعقد مؤخرًا!.. هذا بالطبع إذا جاز للدول أن تشعر بما يشبه تأنيب الضمير الذى يصيب الأشخاص والأفراد!

إن الدول السبع هى الدول الأغنى فى العالم، وبمعنى أدق هى الدول الأعلى صناعيًا، وهى تضم الولايات المتحدة الأمريكية، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان.. وفى مرحلة من المراحل كانت روسيا قد انضمت إلى المجموعة، وكان اسمها قد أصبح مجموعة الثمانى، ثم فوجئ العالم فى اجتماعها الأخير بأن روسيا غير مدعوة على مائدته!

ولم تكن هذه هى المفاجأة الوحيدة، وإنما كانت هناك مفاجأة أكبر فى انتظار الذين تابعوا اجتماعات المجموعة افتراضيًا للمرة الأولى!

كانت المفاجأة أن القادة السبعة اكتشفوا أن حكوماتهم حصلت على ٤٥٪‏ من الجرعات، رغم أن عدد سكان هذه الدول لا يتجاوز ١٠٪‏ من عدد سكان العالم!!.. وهذه قسمة ظالمة بالتأكيد فى عالم يعرف أن الڤيروس لا يفرق بين دولة غنية ودولة فقيرة!

كان الرئيس السيسى على حق تمامًا عندما دعا قبل أيام إلى توفير اللقاحات بشكل عادل لدول القارة السمراء، لأن الغالبية منها دول فقيرة لا تملك ما تشترى به ما تحتاجه من جرعات، ولم يكن قادة الدول السبع على حق عندما فكروا فى موضوع التبرع.. ولو أنصفوا لفكروا فى دعم جاد يذهب إلى مشروع كوفاكس الذى تتبناه منظمة الصحة العالمية لمد الدول الفقيرة بحاجتها من الجرعات!