رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طلة

 

 

فارق كبير بين السقطة والسقوط.. السقطة قد تكون عفو الخاطر ويمكن التجاوز عنها وغفرانها بمجرد الاعتذار عنها.. أما السقوط فهو اختيارى ولا يمكن تجاوزه أو نسيانه لو حتى بمليون تراجع أو اعتذار. ولولا أننى لست ممن يقتنعون بنظرية المؤامرة عمّال على بطال لقلت إن المطرب محمد منير قد عقد اتفاقًا مع المذيع تامر أمين لكى (يهرتل) بكلمتين عن الصعايدة ليخف الضغط عليه بعد ردود الفعل الرهيبة على سقوطه المختار بقراره الكارثى بالغناء فى اسرائيل فإذا بتامر يختار منطقة دوامات عنيفة ورمال متحركة بأن داس على شرفنا نحن الصعايدة فسقط فى نفس الهوة التى هوى فيها منير.

خبر الغناء فى إسرائيل نزل على جمهور منير الذى كنت منه مع الأسف كالصاعقة. صوت مصر الذى كبرنا على ضفاف ألحانه الشجية وكلماته المعبرة كيف يسقط هكذا؟ كيف يضحى بتاريخه الطويل ويمسحه بأستيكة. لو كان محمد منير غنى اغنية هابطة مثلا لقلنا إنها كبوة جواد. لكن ما يفعله منير بتاريخه ليس مجرد كبوة بل انهيار كامل؟ كيف يمكن أن نسمع منك يا منير بعد ذلك تغنى ياعروسة النيل ياحتة من السما يالى صورتك جوه قلبى ملحمة؟

أذكر يا منير تلك الليلة بتفاصيلها الدقيقة عندما جئت لتغنى لنا فى سوهاج ونحن طلبة. كنت وقتها ربما فى السنة الأولى من الكلية. فعلا لم أذق طعم النوم عدة ليال منذ أن انتشر الخبر فى الجامعة. محمد منير سيغنى هنا على مسرح الجامعة، حلم كبير على وشك أن يتحقق، حلم أطار النوم من عينى وظللت مع زملائى نتابع أخبار الحفل لحظة بلحظة.

فرقة يحيى خليل ومعهم محمد منير ركبوا قطار السابعة صباحا من القاهرة والذى يصل تقريبا محطة سوهاج الثانية ظهرا. لم نستطع أنا وزملائى الانتظار فى الجامعة ولا الانتظام فى المحاضرات. كنا شبه متفرغين للمحاضرة الأهم التى ننتظرها بفروغ صبر. محاضرة من حبيبنا محمد منير الذى سيشدو على مسرحنا بأحلى الأغنيات التى نسمعها منذ ظهوره المختلف عن أبناء جيله كله.

على رصيف محطة سوهاج تجمعنا, حتى الزملاء الذين لم يكونوا منتظمين فى حضور الجامعة وسماع المحاضرات لم يفوتوا فرصة حضور لحظة وصول منير ورفاقه محطة سوهاج. والتقينا هناك, وبدلا من أن نسمعه فى لحظة وصوله المحطة لم نتمالك أنفسنا من الفرحة عندما رأيناه ورحنا نغنى له قبل أن يغنى هو: كام عام يامنير ومواسم عدوا وشجر اللمون دبلان على أرضه.. وفينك؟ بينى وبينك أحزان ويعدوا بينى وبينك أيام وينقضوا وفينك!

معقولة يا منير هان عليك شجر اللمون لهذه الدرجة؟ تغنى فى اسرائيل؟ ماذا ستقول لرفاق الدرب وكيف هو رد فعل عبد الرحيم منصور واحمد منيب لو كانا على قيد الحياة؟ ألا ترى كيف أن كلمات منصور وألحان منيب باقية فى قلوبنا وأسماعنا حتى اليوم رغم رحيلهما بينما تريد أنت أن تمحو تاريخك وانت على قيد الحياة؟

أما عن سقوط تامر فقد كتب من وجهة نظرى نهاية مستقبله كاعلامى. فعلا يكفيه هذا جدا لأنه فى الأصل ليس اعلاميا حقيقيا وكل صلته بالاعلام أنه ابن الراحل أمين بسيونى أمين اتحاد الإذاعة والتليفزيون. لن أرد على تامر وكنت أتمنى أن أنشر كل ردود الفعل الغاضبة التى جاءتنى من الصعايدة لكن أكتفى بهذه الأبيات الرائعة التى كتبها الصديق المهندس والشاعر الاقصرى الكبير عاطف محفوظ القاضى ويقول فيها:-

مين إللى قال ابنى بلية... وبنتى خدامة

 ده احنا الصعيد.... إللى قدم للوطن ياما

احنا إللى منا طه حسين..... ومننا رفاعة

لاعمرنا قلنا كلمة شين ولا سب ووضاعة

احنا شموع تنقاد ومننا...... العقاد

ماتلم نفسك يا واد بطل بقى مياعة

إحنا الصعيد اللى دايما....... صاعد فوق طوالى

إحنا الـ UPPER EGYPT يعنى إحنا فى العالى

إحنا مفيش.. زينا

ناصر ده كان مننا

تلقى الشهامة هنا... أما الشرف غالى

 إسمع وافهم ودقق فى معنى قولى وكلامى

 مش كل من ف إيده ميكرفون يبقى إعلامى

 إلا الصعيد. والريف بطل بقى.. تخريف

 منا الشريف والعفيف مااحناش بتوع لا بابى ولا مامى