رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

نحتاج إلى إعلام فى حجم مصر، وبتر إعلام الفتنة أو التسلية الذى يهدد السلام الاجتماعى ويغذى العنصرية، ويعادى الإنسانية، ويضع طوبة فى يد المتربصين لقذفها على إنجازاتنا وحضارتنا وكرامة بناتنا، وإنسانية أهلنا الطيبين فى الريف والصعيد.

إصلاح الحال ليس من المحال ويبدأ بطريقة اختيار الإعلامى وتدريبه على طريقة إدارة البرنامج المكلف به وعلى طريقة استخدام الميكروفون. من قال إن تناول ظاهرة الزيادة السكانية التى نعانى من سلبياتها على توفير الحياة الكريمة للمواطنين يتم عن طريق الخوض فى سمعة المواطنين الشرفاء وانتهاك حرماتهم وبعثرة أعراضهم.

ألف باء الإعلام هو أن يتعلم الإعلامى أن هناك ميثاق شرف ومدونة سلوك مهنى لا بد أن يلتزم بها قبل أن يترك لسانه يقوده إلى إطلاق تصريحات صادمة تؤدى إلى إثارة الفتنة والبلبلة، وتضع الشعب فى مواجهة مع الدولة.

لا بد أن نتعلم أن بناتنا فى الريف والصعيد من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب خط أحمر لا يجوز الاقتراب منه، وأن الرجل الصعيدى كل رأس ماله هو زوجته وأولاده، فمن العيب والعار أن يتلفظ الإعلامى بألفاظ تخدش حياة بناتنا فى الريف والصعيد، ويتكلم عن شحنهن إلى القاهرة للعمل خادمات، وإن كان ذلك يحدث وتعمل بعض بنات الناس الغلابة عند أصحاب الملايين من نوعية هذا الإعلامى، فإن الجهل والفقر والبطالة وراء هذا الوضع الذى حوّل الولد إلى «بلية» وأخته إلى خادمة، كما يقول، لأنه لم يمر بظروفهم ولم يقاسِ مثلهم وبدلاً من المطالبة بحقوقهم فى برنامجه، أخذ يتنمر عليهم ويطعنهم فى شرفهم.

الأخطر فى هذه الأزمة التى أثارها هذا الإعلامى أن تصدر هذه الإهانات منه لأهل الصعيد فى الوقت الذى توجهت فيه الدولة إلى الريف المصرى شمالاً وجنوباً لمد يد التنمية إليه من خلال مشروع قومى بمبادرة من الرئيس السيسى، فهل ما حدث من إهانات للصعايدة على يد مذيع «النهار» كرسى فى «كلوب» التنمية الذى بدأ ينير ظلام الصعيد الذى عانى قسوة الأنظمة الماضية؟

هل هذا الكلام الذى تردد على القناة الفضائية الخاصة يخدم قضية الزيادة السكانية ويسهم فى حلها، أم أنه يهدد النسيج الاجتماعى، ويغذى التميز والعنصرية والصراعات التى تجلبها عدم المهنية والإفراط فى التعالى عن الطبقات الفقيرة التى اعتبرها البعض الحائط المايل التى يتم حدفها بالطوب عند ظهور أى مشكلة.

لقد تحمل أهل الصعيد الكثير من الإهانات التى وصلت إلى حد المطالبات بترحيلهم من القاهرة دون اعتبار للدستور الذى يؤكد حرية التنقل والسفر والإقامة، ولكن أهل الصعيد يصبرون على هذه التفاهات لأنها تصدر من حناجر مراهقة لم تبلغ سن الرشد والأداء الراقى المتكافئ الذى يؤكد أن دولة 30 يونية قضت على كل التميز بكافة أشكاله وأنواعه وألوانه وأن الرئيس السيسى تحدث فى أول عملية لوضع أساسات دولة 30 يونية مخاطبًا المصريين قائلاً: انتم نور عنينا، وقام بتشخيص الحالة بعد تكليفه من الشعب المصرى بتحمل المسئولية وقيادة سفينة الوطن: بأن هذا الشعب لم يجد من يحنو عليه، وكان أهل الصعيد فى القلب من اهتمام الرئيس السيسى بهم، وما زال أهل الصعيد يحتفلون بمبادرة الرئيس بإطلاق مشروع تنمية الريف المصرى فى بحرى وفى الجنوب لتوفير الحياة الكريمة للبسطاء الذين تم تهميشهم فى الماضى.

أهل الصعيد نساء ورجال وأطفالاً من أولاد وبنات قالوا نعم للسيسى وانحازوا لإنجازاته وشاركوه أعباء الإصلاح الاقتصادى، وها هم يجنون بعض الثمار بتوصيل الحياة الكريمة إلى كل قرية ونجع وعزبة فى الصعيد وفى الوجه البحرى البحرى. أهل الصعيد وضعوا أيديهم فى يد الرئيس، كما وضعوها فى يد القوات المسلحة والشرطة لاستكمال بناء دولة 30 يونية التى قامت على العدالة وعدم التمييز واعترفت بحقوق وواجبات كل فرد يعيش على هذه الأرض، أهل الصعيد قدموا أبناءهم للقوات المسلحة ليؤدوا ضريبة الدم، واستشهد منهم أغلى فلذات أكبادهم، وما زال باقى الأبناء ينتظرون دورهم، هؤلاء الذين أخلصوا للوطن يجب ألا يعاملهم إعلامى فاشل على أنهم خدم يتم شحنهم، والشحن للمواشى وليس للبنى آدمين. لن يستطيع أحد زرع الفتنة بين أهل الصعيد والدولة لأن أهل الجنوب لا يعرفون إلا الإخلاص للوطن ولقيادته، ولكنهم لن يقبلوا «طبطبة» من الإعلامى الذين أهانهم بدون قصد أو عن سوء نية واعتذاره لهم لن يقبلوه إلا إذا حصل على دورة تدريبية فى الإعلام يستطيع بعدها أن ينتقى ألفاظه، ويجعل لكل مقام مقالاً عندما يطرح أى قضية.

إن محاكمة مذيع الغفلة هى أقل ما يمكن تقديمه لأهلنا فى الصعيد وفى الريف لينال جزاءه على تصرفه الأحمق الذى وضع الجميع فى حرج أمام جزء أصيل من نسيج الوطن، وبخلاف المحاكمة، مطلوب رد اعتبار بناتنا فى الصعيد من خلال موقف سياسى يتم اتخاذه فى مجلس النواب فى بداية جلساته الأسبوع القادم، لوقف التطاول على المواطنين الشرفاء من خلال إعلام فى حاجة إلى مراجعة لإعادته إلى جادة الصواب من خلال إعلاميين مدربين يعون ما يقولون على الشاشة. مطلوب إعلام واعٍ يركز على الإنجازات الكبيرة التى تحققت فى عهد الرئيس السيسى، وأسهمت فى بناء وطن كان على وشك الهاوية بعد سقوطه فى قبضة جماعة الإخوان الإرهابية.