رؤى
من الأخبار التى تشعرنى بالقلق والتوتر إلى حد الخوف، أخبار وصول المراكب الفضائية إلى أحد الكواكب، يقال إن المركب الذى وصل مؤخرا إلى المريخ يحمل لأول مرة طائرة اشبه بالدراون، ماذا لو عثرت على المخلوقات الأخرى التى خلقها الله عز وجل؟ كيف سنتعامل معه؟، نواجهه؟، نتحاور معه؟
كلما اقتربت المراكب الفضائية كلما زاد خوفنا، فقد حانت ساعة المواجهة، كنت أجلس أتخيل كيف صوره الله؟، وهل هو بشرى مثلنا أم خلق فى هيئة أخرى؟، ما هى لغته وبنيته؟، كنا ننتظره لكى يروى لنا كيف يعيشون؟، وما هو كتابهم وديانتهم؟، وهل خلقهم الله مثلنا من طين؟، وهل كانت بدايتهم من آدم؟، هل إبليس فعل مع أبيهم الأول كما فعل مع أبينا؟، هل نزل عليهم أنبياء ورسل؟، هل يواجهون الموت مثلنا؟، وفى أى عمر من حياتهم يتوفاهم الله؟، هل خلقهم الله ذكرا وأنثى؟، ما هى صورة الله وصفاته عندهم؟، وكيف خلق الوجود؟، هل خلقه فى ستة أيام كما تقول كتبنا السماوية؟، هل له عرش وملائكة يسبحون بمجده؟، هل يختلفون مثلنا حول الخطاب الديني؟، وهل خرجت عندهم جماعات متشددة ومتطرفة؟، ما هى مسميات بيوت الله عندهم؟، وهل هى موجودة مثلنا؟، هل فرضت عليهم صلاة وصيام وزكاة وحج لمن استطاع؟، كيف يكون الصيام؟، هل هناك زمن؟، هل يعيشون فى الدقائق والساعات والأيام والشهور والسنين؟، هل خاطب إلههم أحد رسله؟، ما هى أول ديانة وآخر ديانة؟، ما هو شكل الصلاة؟ وهل يسبقها وضوء أو تيمم؟، ما الذى يعلمونه عن الموت؟، ما الذى يعرفونه عن الحياة بعد الموت؟، هل خيروا بين النار والجنة؟، هل المسميات التى نعرفها هى نفسها عندهم؟، ألم يحدثهم رسلهم عن البشر؟، كنت انتظر وصول هذا المركب بشدة، وعندما بدأ العد التنازلى لوصولها زاد قلقى وخوفي، بعض الديانات الأرضية والفلسفات تحدثت عن فكرة التناسخ.
هذه الرحلات لم تتوقف منذ الستينيات، بعضها فشل فى الوصول والبعض الآخر حط بالفعل على الكوكب الأحمر، وفى كل مرة نترقب الخبر، العثور على أثار حياة، مياه، نبات، حيوانات، مخلوقات، وبعد لحظات وأيام من التوتر والترقب، لم يعثروا على أخر.
بعد ستة أشهر من السفر فى الفضاء وصلت منذ يومين مركبة ناسا، وهى الرحلة الحادية والعشرون للولايات المتحدة الأمريكية، وقد تقضى 24 شهرا على سطح الكوكب، تحمل بعض المعدات، عربة بأذرع وكاميرات وميكروفونات، وطائرة دراون، قيل إن العربة سوف تأخذ عينات من التربة، والدراون سوف تقوم بتصوير مناطق متعددة من الكوكب الأحمر، هل ستعثر الدراون عن حياة، عن مخلوق آخر، الله أعلم.