رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

-لازم أتكلم

> قبل أسبوعين، كتبت مقالاً عن المعارضة السياسية المفقودة، وقلت إننا بحاجة إلى معارضة سياسية وطنية حقيقية لا هى ديكورية ولا انبطاحية، تبنى ولا تهدم، وتعى حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية. وقبل يومين، واثناء افتتاحه عددا من المشروعات الصحية، تطرق الرئيس عبد الفتاح السيسي فى كلمته إلى المعارضة التى يحتاجها الوطن الآن، وقالها صريحة «من حق الناس أن تعترض وتنتقد وتقول رأيها ولكن على المعترض أن يكون ملمًا بالظروف التى تمر بها البلاد وبطبيعة الموضوع الذى يتحدث عنه».

> الرئيس يريد معارضة رصينة تقوم على تفهم قضايا الوطن، تعتبر نفسها جزءًا من الدولة، مثلما يحدث فى كل العالم المتقدم، وكل الأنظمة السياسية الديمقراطية، ففى أمريكا العديد من الأحزاب ولكن يبرز منهما حزبان يتناوبان على السلطة (الجمهورى والديمقراطى) يتنافسان من أجل تقدم الشعب الامريكى، وكذلك الحال فى بريطانيا وفرنسا.

> الرئيس يؤمن تمامًا بحقوق الانسان، وبحرية التعبير، ولكنه يريد ممن ينادى بها أن يعى جيدا أن هذه الحقوق وتلك الحرية ليست مطلقة، وإنما نسبية وتختلف من دولة لاخرى، ومن نظام لآخر حسب الظروف والتحديات، فليس من الضرورى توفير كل الحقوق إذا كان ذلك يضر بأمن البلد وينسف ما تحقق من مكتسبات سياسية واقتصادية واجتماعية. وسبق أن تحدث الرئيس عن هذا المفهوم بالنسبة للاعلام الرشيد، فهو ليس مع تكميم الأفواه ولا الافراط فى المديح الذى يأتى بمردود سلبى على ما تقدمه الدولة من إنجازات فى شتى المجالات.

> الرئيس بحديثه عن المعارضة الوطنية المسئولة، لامس جانبا كبيرا مما يريده المصريون خلال المرحلة المقبلة، فبعد الاستقرار الأمنى والإصلاح الاقتصادى لابد من إصلاح سياسى فعال يبدأ بالحياة الحزبية، كونها القادرة على صنع معارضة وطنية بناءة، تعمل ولا تصرخ، تحتفى بالايجابيات، تكشف السلبيات وتضع الحلول والبدائل ووسائل العلاج وهى الشروط التى حددها الرئيس للمعارضة الوطنية الحقيقية التى ترفع من مستوى الوطن والمواطن بقوله « من حق الناس أن تعبر عن رأيها، ومن حقها أن تعارض سياسيًا، ولكن بهدف تحسين أحوال الناس وحياتهم، وعلى المعارض او المتكلم ان يكون ملمًا وعلى دراية بما يقول،.. فنحن نتقبل من يقول لنا انتبهوا.. لديكم مشكلة، او ما تفعلونه خاطئ»..

> الرئيس وضع يده على الداء الاساسى وهو إيمان الدولة نفسها بأهمية المعارضة وقيام المسئولين بواجباتهم تجاه الشعب، واخلاصهم فى مواجهة التحديات او كما قال «إذا كانت الدولة المصرية جادة جدا وأمينة جدا ومخلصة جدا بمواجهة تحدياتها ستخفف العبء على المعارضة، وأنا لا أقول لا تتكلم، لكن قبل أن تتكلم انظر واستمع».

> الرئيس فتح بكلماته نافذة جديدة لحرية التعبير المسئولة، ينبغى ان تستثمرها جيدا كل الأحزاب السياسية المصرية بجميع فصائلها واتجاهاتها، وأن نستغلها فرصة نحن الإعلاميين، لنشارك فى صنع حياة حزبية واقعية ومعارضة سياسية قوية تخدم النظام الرئاسى البرلمانى الذى نمارسه ونعيشه، نتعثر خطوة ونتقدم خطوات، ولكن المهم أن يعى كل المشاركين فى العملية السياسية ان الشعب لن يغفر لهم أبدا إذا ما فشلوا فى تحسين معيشته وتحقيق آماله وطموحاته وحققوا بتهاونهم وحبهم للسلطة والمنصب ما يصبو إليه أعداء الحرية والمتشدقين بحقوق الإنسان .

> وأعود وأكرر، إن المصلحة العليا للبلاد وما تواجهه من تحديات وظروف سياسية واقتصادية صعبة، تقتضى أن تكون لدينا معارضة بناءة، معارضة تكشف لا تصرخ، تمتلك من الأدلة والبراهين ما يخدم قضيتها، ويجعل صوتها مسموعًا فى كل الدنيا،.. معارضة لوجه الله والوطن، بعيدة كل البعد عن التصيد والتربص والترصد وتسجيل موقف أو خلق مشهد معين على حساب مصلحة البلد. وعلى النظام أن يدرك أنه لا ديمقراطية حقيقية بدون تعددية حزبية ومعارضة سياسية فعلية.

[email protected]