رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لعل وعسى

لاشك أن نجاح التحولات الاقتصادية الكبرى فى اليابان والصين وماليزيا كان عائدًا على ثلاثية التحول الاقتصادى المبنية على العلم والمال والوعى السياسى، ولا شك أن الوعى السياسى يمثل الركن الأساسى فى تبنى الاستراتيجيات التى تخرج إلى أبعد من مجرد التفكير داخل الصندوق الاعتيادى باستخدام استراتيجية تعجل بالتنمية تحت شعار السرعة القياسية مع النجاح المثير للدهشة. ولا شك أن عملية التحول الاقتصادى التى تسير عليها الدولة المصرية الآن تثير دهشة واستغراب كثير من الدول والتنظيمات المعادية، حيث تبنت مصر بفضل وعى سياسى جديد عملية التحول معتمدة على مسارات سبعة على التوازى شكلت بؤرة الأرق وانعدام الوزن لهذه التنظيمات وتمثلت هذه المسارات فى التطور الصناعى الذى شهد تطورًا كبيرًا والتطور الزراعى الذى شهد نقلة نوعية بالتوجه نحو استراتيجية استصلاح وإضافة 4 ملايين فدان جديدة فى عصر تتحسس فيه الدول نحو تحقيق اكتفاء ذاتى تواجه به تداعيات فيروس كورونا، كذلك زيادة عمليات التبادل التجارى مع دول العالم، حيث أكدت المشروعات الكبرى وعلى رأسها مشروع تنمية محور قناة السويس الذى يمهد الطريق نحو زيادة التبادل التجارى للعالم وليس مصر فقط بإضافة 40 صناعة كبرى على ضفتى القناة فى إشارة واضحة إلى أن مصر ستصبح قبلة الاستثمار العالمى وكذلك مسار العامل التنظيمى الذى تصبح فيه الدولة هى قائد عملية التنمية بعيدًا عن الاصطدام الشكلى بجوهر النظام الرأسمالى ولكن جوهريًا تكون الدولة هى المنوط بها ضبط إيقاع المعاملات والأنشطة وهو مسار تمسكت به مصر رغم عدم التفاهم مع المؤسسات الدولية خاصة صندوق النقد والبنك الدوليين، لكن تداعيات فيروس كورونا أثبتت عمق الفكر والوعى السياسى الذى لا ولن يحيد عن بناء الدولة التنموية الحديثة الذى يرتبط بمسار آخر لا يقل أهمية وهو تمهيد الأرض لظهور لاعبين اقتصاديين جدد فى الحياة الاقتصادية المصرية لاعبين غير تقليديين لاعبين مرتبطين بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات التى تمثل أكبر قيمة لأى مورد، فقدرتنا على خلق قيمة تنبؤية للمعلومة تضعنا فى مصاف الدول الصانعة لمستقبل مواطنيها ويتمثل المسار التالى فى تطبيقات الذكاء الاصطناعى الذى راهنت عليه مصر لتقليل الفجوة المعرفية بيننا وبين العالم الأول، أما المسار الأخير فهو المسار الذى أثار دهشة واستغراب الآخرين وهو الإيمان بأن الثورة فى وسائل النقل والمواصلات هى الضمانة الكبرى لعملية التحول الاقتصادى المصرى نحو الحداثة والمجد، فنحن نعيش على مساحة تقل عن 6٪ من مساحة المحروسة منذ سيدنا إدريس عليه السلام لأسباب كثيرة نحتاج لمقال آخر لذكرها، ولكن ما نؤكد عليه أن الأمن القومى اختلف عما كنا نعتمد عليه منذ آلاف السنين، بل اختلف منذ حرب أكتوبر 73 ليصبح قدرة الدولة على تحقيق التنمية كأساس لمواجهة الأخطار المؤكدة والمحتملة، وبالتالى فإن الفكر غير التقليدى سوف يواجه بطموحات دولية تساندها إرهاصات لاعبين جدد من الطابور الخامس لإجهاض هذا الطموح الساعى لخلخلة التركيبة السكانية المتغلغلة فى جذور الدلتا والوادى الضيق لرحاب مصر الشاسعة، لاسيما الجهة الشرقية التى تعانى من مخاطرها على الأمن القومى منذ أزمنة سحيقة فالمشروعات الكبرى وعلى رأسها محور قناة السويس وارتباطه بثورة النقل بخط سكة حديد سريع يربط الشرق بالغرب أمر يستحق الإشادة حتى ولو كلفنا الكثير من المال فالتحول الاقتصادى الساعى لنقلة تنموية غير مسبوقة لن يقوم إلا على أضلاع ثلاثة ترتبط ببعض العلم والمال والوعى السياسى لكن النجاح الحقيقى لهذا التحول الاقتصادى مرهون بوجود وعى مجتمعى جنبًا إلى جنب مع الوعى السياسى يؤمن بأهمية صياغة وصناعة طريق للعبور لمستقبل أفضل للأجيال القادمة ومزيد من الحوكمة والمسائلة الحازمة بعيدًا عن الفخر بالماضى لأن الفخر بالماضى قد يضمن لنا أن لا نكون شيئًا فى المستقبل لأن قوانين اللعبة كلها تغيرت.

 رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية والسلام