رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رؤى

من المؤسف جدا أن تتفرغ الحكومة بوسائل الإعلام لنفى الشائعات والأخبار الكاذبة التى تطلقها منصات الجماعة الممولة من قطر، معظم هذه الشائعات لم نسمع بها، ولم نعرفها سوى حين نفيها وتكذيبها فى القنوات ووسائل الاعلام المصرية، مصر أكبر بكثير من ان تضع نفسها فى هذا الموقف الصغير.

سبق وقلنا بأن لا قناة الجزيرة ولا غيرها من القنوات يمكن ان تهز بلدا بحجم مصر، ولا بمقدورها أن تنال من وحدة وتماسك وقوة شعبها، ومن العيب أن تتفرغ الحكومة لمتابعة هذه التفاهات وإصدار بيانات تنفى وتكذب فيها ما يطلق من شائعات.

بعضنا يتابع هذه القنوات من باب الفضول، وبعضنا يتابعها لغياب التعددية فى الفضائيات المصرية بحثا عن أخبار مغايرة، لكن أغلب المتابعين إن لم يكن معظمهم يعلم جيدا تأويل وتحريف وتلفيق معظم ما يقال، ويعلم أيضا أن هذه المنصات لا تقدم نقدا يمكن أن ننتفع به، بل أنها تعمل فقط على تشويه ما يتم إنجازه على الأرض لزرع الشك فى قلوب ضعاف النفوس.

ونعتقد ان الحد من حرية التعبير فى وسائل الاعلام هو الذى مكن هذه المنصات من تلفيق الأخبار وتأويل التصريحات واطلاق الشائعات وتشوية المشرعات، الحكومة هى التى فتحت الباب لهؤلاء ليلعبوا ويتلاعبوا، وهى أيضا التى دفعت بعض المصريين إلى اللجوء إلى هذه القنوات لكى يسمع ويرى صوتا مختلفا عن الصوت الواحد الباهت الساذج الذى يسمعه فى قنواته ووسائل اعلامه بشكل عام.

يجب أن نعيد النظر فى حرية التعبير، مصر دولة كبيرة ولا يمكن لأحد ان يسجنها أو يحاصرها فى بوق وصوت ومانشيت واحد، فى أيام الرئيس عبدالناصر انصرف المصريون عن اعلامه الموجه، ولجأوا إلى الإذاعات الأجنبية الناطقة باللغة العربية، الإذاعة البريطانية والفرنسية، حتى إذاعة العدو الإسرائيلى الناطقة باللغة العربية كنا نسمعها، وعندما ضربت إسرائيل المطارات المصرية وقواتنا فى سيناء فى عام 1967، لم يصدق مصرى واحد البيانات التى كانت تذيعها حكومة وإعلام عبدالناصر عبر الإذاعة المصرية.

تقييد حرية التعبير فى زمن عبدالناصر لم يعط له المصداقية، ونظن أن الأغانى التى كان يكتبها حسين السيد، وبهاء جاهين، والأبنودى، وإسماعيل الحبروك ويغنيها عبدالحليم حافظ، وغيره من المغنين، هى التى زرعت وهما كبيرا فى عقول البعض، وهى التى جعلت من الهزيمة نكسة، ومن الإنكسار نصرا، ومن الانسحاب قوة وتكتيكا.

مصر أكبر من أن تهزها قناة أو يبلبلها إعلامى، ومصر أكبر من ان تجيش وسائل إعلامها للرد على المنصات والقنوات وتكذيبها ونفى ما تردده.

 

[email protected]