رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

طلة

 

 

كان أبى، رحمه الله، من هواة التصوير واقتناء الصور، خاصة القديمة منها، يحرص على جمعها وترتيبها ثم يذهب بها إلى أتيليه متخصص ليعود بها وقد وضعت فى برواز جميل يليق بها وبتاريخها، ثم يزين بها جدران شقتنا فى الأقصر. ها هى صورة بالأبيض والأسود من حفل تخرجه فى قسم اللغة الإنجليزية بكلية آداب القاهرة عام 1959.

الدفعة كلها بنات وبنين وقد تراصت وقوفا فى صفوف ثلاث بملابس رسمية تحمل الرقى الذى كان عنوانا لذلك الزمان، بينما أعضاء هيئة التدريس يجلسون فى المقدمة على الكراسى، يتوسطهم المفكر الكبير رشاد رشدى وكان وقتها معيداً فى الكلية. على يمين تلك الصورة صورة رائعة له ولأمى بالأبيض والأسود فى لقطة تعجز كل الصور الملونة عن محاكاة جمالها. ثم صور عمى السعدى وعمى صادق رحمهما الله. ثم صور زفاف شقيقاتى وبنات عمى وعماتى مع عرسانهم وبراويز شهادات التقدير التى حصل عليها طوال مشواره كأحد رجال التربية والتعليم فى الاقصر.

كنا نترقب عودته وهو يحمل البرواز ملفوفا فى غلاف خارجى ليجمعنا حوله وهو يفضه ليفاجئنا ببرواز جميل لصورة جديدة. حتى كان هذا اليوم الذى ازاح فيه الستار عن واحدة من اهم الصور التى كان يعتز بها طيلة حياته. الصورة للزعيم الكبير مصطفى النحاس باشا وهو يتوسط مجموعة من كبار أعيان الأقصر والبلاد المجاورة لها. الصورة تم التقاطها فى بهو فيلا «يسى باشا أندراوس» الشهيرة على كورنيش نيل الأقصر. أحد معالم الأقصر التى كانت والتى تحولت بعد التأميم إلى مقر للاتحاد الاشتراكى ثم للحزب الوطني!

عثر أبى على الصورة عند خالى العمدة سامى وقد كان واحدا من الشباب الموجودين فى الصورة التى فطلب نسخة منها كنت فى ذلك الوقت ربما لم اتخط السنوات العشر سنوات وكانت المرة الاولى لى التى أسمع فيها كلمة الوفد وزعيمه وعرفت من والدى أن النحاس كان فى جولة يجوب خلالها المحافظات لدعم مرشحى الوفد لمجلس النواب وكان منهم جدى يونس أحمد بك سليم الشهير بالنائب الذى مقعد الدائرة شبه محسوما له عدة دورات متتالية.

لم يكن والدى وفديا وحرص طيلة حياته على عدم الانتماء لأى حزب سياسى ولكنى شعرت من حرارة كلامه وقتها عن الوفد أنه ربما كان يميل له ولكن عن بعد وحتى بعد ثورة 25 يناير حاول حزب الوفد بالاقصر استقطابه للترشح على قوائم الوفد لكنه رفض ممارسة السياسة كمحترف وفضل دائما مقاعد الهواة المتفرجين.

وقد ورثت عن والدى مقعد الهاوى للسياسة حتى بعد ان قررت دراسة الصحافة. حدث ذلك عام 1981 عندما التحقت بقسم الصحافة فى كلية آداب سوهاج. كانت الظروف السياسية وقتها صعبة جدا وشديدة الغموض عقب اغتيال السادات فى المنصة. ثم جاء مبارك وعاد نشاط الأحزاب والصحف الحزبية فكانت محطتى الثانية مع اسم الوفد من خلال جريدة الوفد التى كانت تصدر أسبوعية كل خميس وكنا ننتظرها كطلبة صحافة بفروغ صبر لنقارن محتواها بالصحف الحكومية التقليدية. كانت صحف الوفد يوم الخميس والأهالى الأربعاء والأحرار الاثنين والشعب الثلاثاء إن لم تخن الذاكرة بمثابة متنفس لنا وكنا نتبادلها فيما بيننا حيث كانت الظروف المادية لا تمكن طالبا واحدا من شراء جميع الصحف.

أما محطتى الثالثة مع الوفد فقد جاءت منتصف الثمانينات عندما التحقت بجريدة الأخبار لامارس الصحافة كمحترف وظل متابعتى للسياسة كهاو فقط. كانت جريدة الوفد وقتها فى أوج مجدها تحت رئاسة الكاتب الكبير مصطفى شردى أحد أبناء الأخبار. مازلت أذكر معاركه التى خاضها قلمه الشريف وأتذكر جيدا يوم ان كتب إبراهيم سعده فى أخبار اليوم يطالب وزير الداخلية التحقيق فى منع صحفى أخبار اليوم من متابعة أحد الأحداث المهمة وتكسير للكاميرا فكتب شردى مخاطبا إبراهيم سعده:ما تعرض له محرركم مرة يتعرض له محررونا فى الوفد كل يوم.

أما محطتى الرابعة مع الوفد فهى هذا المقال الذى بين أيديكم عندما تلقيت دعوة من الصديق العزيز هانى سرى الدين للانضمام لكتاب الوفد المتميزين. سرحت قليلاً ليس لأنها أول مرة اكتب فيها خارج الأخبار ولكن لكون الوفد هى جريدة الحزب العريق الذى لا أنتمى اليه ولا لأى حزب غيره.. فضحك الدكتور هانى قائلاً: لا تقلق هى دعوة للكتابة وليست للسياسة فاكتب ما تشاء كيفما تشاء. فشكراً للوفد الذى يحترم إرادتى ويقدر أنى أفضل دائما حزب الكنبة العريق الذى يرفع شعار إذا ساء الوضع خارجاً فلتسعك كنبتك واشدد عليك لحافك!