رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تحدثت فى المقال السابق عن العالم الخفى للثراء فى مصر تحت عباءة التسول بكافة أشكاله، وعرضت تجربتى الشخصية مع الشحاذة وكيف حصلت من  21 عاما  على  80جنيها خلال ثلاث ساعات فقط ، كما ذكرت نماذج حية واقعية تكسب فى اليوم الواحد  من 200 الى 250 جنيها وبحسب بسيطة وبأقل تقدير نجد أن دخل المتسول شهريا يفوق الستة آلاف جنيه!!! كيف يحدث ذلك ولدينا قانون يجرم هذه الظاهرة القميئة ، 87 عاما عمر القانون رقم 94 لعام 1933 الخاص بالتسول ، القانون يتضمن 7مواد اذكر منها على سبيل المثال المادة 1

 تؤدى إلى الحبس مدة لا تجاوز شهرين كل شخص صحيح البنية عمره 15 سنة أو أكثر وجد متسولًا فى الطريق العام أو أمام المحال العمومية.

كما أن المادة 6 من نفس القانون قد أكدت على العقاب بالحبس مدة لا تجاوز الثلاث أشهر كل من استخدم صغيرًا فى أغراض التسول.

وللأسف الإجراءات العقابية لم تسهم ولم تكن رادعة فى مواجهة ازدياد وانتشار التسول، بل ولم يطبق القانون نفسه على أى متسول ولم نسمع يوما أنه تم القبض على متسول أو خروج حملات أمنية للقبض على الشحاذين الذين باتوا كأسراب النمل متوغلين فى كل مكان ، أو  من قبل وزارة التضامن الاجتماعى لكشف هويتهم الحقيقية ، المحتاج تقدم له المساعدة والنصاب يتم محاسبته.

الغريب أيضا أن هناك العديد من نواب البرلمان خلال السنوات الماضية تقدموا بمشروع قانون لتجريم وحظر عملية التسول بكل صورها  تتضمن المشروع  تغليظ العقوبة الواردة فى القانون التى لا تتناسب مع الوقت الحالى ، وأن تكون جنحة يعاقب عليها القانون بالحبس من سنة إلى 3سنوات، ورغم كل ذلك لم نسمع همسا عن هذا المشروع إلا الخبر المنشور عنه حينه فقط !!!!!

أين الحملات الشعبية التى ظهرت من قبل وسرعان ما اختفت  «متساعدوهمش، أنا صانع التسول ، وصمة عار فى الجبين ،» وغيرها من المبادرات  لمنع جرائم خطف الاطفال واستخدامهم كأداة  التسول ..      

والأدهى من كل ذلك أن دار الإفتاء المصرية وصفت التسول بأنه مذموم شرعا لأنه يتضمن  المذلة والمهانة للمسلم ، وحرمت الشحاذة إذا كان صاحب السؤال غنيًّا أو لديه ما يكفيه ، وألا تُتخذ المسألةُ مهنةً، ويجوز إعطاء السائل فى الشارع إذا غلب على الظنِّ أنه محتاج.

وقد حذّر النبى صلى الله عليه وسلم من هذه المهنة ونفّر منها؛ لأن صاحبها يفقد كرامته فى الدنيا ويسيء إلى آخرته؛ لما روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ، حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ القِيَامَةِ لَيْسَ فِى وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)

و فى النهاية لم يترك المولى عز وجل شاردة ولا واردة إلا وذكرها فى كتابه العزيز فقال  تعالى: ﴿ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ )

أعتقد ان الناس لم تعد بحاجة للتوعية من المتسولين وأتباعهم ولكنهم فى أمس الحاجة لمعرفة  من ترك لهم الحبل على الغارب ؟!!!

[email protected]