رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رادار

 

يقولون: اللحظة التى تتوقف فيها عن المحاولة وارتكاب الأخطاء، هى اللحظة التى ستتوقف فيها عن تحقيق النجاحات!

فى 30 مايو 1971م، نجحت مهمة إطلاق « مارينر 9» كأول قمر صناعى يصل إلى كوكب المريخ!

فى العام نفسه، تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة بطموح وتحدٍ لا حدود لهما!

لم تكن «مارينر 9» هى المحاولة الأولى، فقد كانت المحاولة الثانية لوكالة « ناسا» خلال شهر واحد، إذ فشلت محاولة إطلاق «مارينر 8» أثناء عملية الإطلاق فى الثامن من مايو من نفس الشهر!

لاحظ «مارينر 9» مع وصوله وجود عاصفة ترابية كبيرة تحجب الكرة الأرضية بأكملها، وأرسلت أجهزة التحكم الأرضية أوامرها إلى المركبة الفضائية بالانتظار حتى تهدأ العاصفة.. استمرت العاصفة لمدة شهر. وبعد إزالة الغبار، كشفت مارينر 9 عن كوكب مختلف تمامًا عما كان متوقعًا؛ كوكب يضم براكين عملاقة وواديا ضخما يمتد على طول 4800 كيلومتر.

المدهش أن بقايا مجارى الأنهار القديمة تم نحتها فى المناظر الطبيعية لهذا الكوكب الذى بدا وقتها جافًا ومغبرًا. نجحت مارينر 9 فى رسم خرائط الصور بشكل كامل لسطح الكوكب، وقدمت أول صور مُقرَّبة لقمرى المريخ الصغيرين غير المنتظمين وهما فوبوس وديموس.

فى التاسع من فبراير 2021، وفى احتفالات اليوبيل الذهبى لتأسيسها، احتفلت دولة الإمارات بنجاح مهمة مسبار «الأمل» إلى المريخ.. استقر المسبار فى المدار، لتصنع الإمارات التاريخ فى المريخ، كأول دولة عربية وخامس دولة عالمياً.

أكثر من 5 ملايين ساعة عمل، أكثر من 200 مهندس إماراتى ومعهم مزيج متنوع من شركاء الأمل فى رحلة الأمل التى امتدت لأكثر من 7 سنوات، وهى المدة التى استغرقها تصميم وتصنيع المسبار قبل إطلاقه إلى المريخ فى شهر يونيو من العام الماضي!

قطع المسبار مسافة 493.5 مليون كيلو متر فى 204 أيام، قبل أن يبلغ مدار الالتقاط بنجاح حول المريخ!

رحلة بدا فيها « الأمل» شعاراً إنسانياً لتوحيد العالم واستئناف الحضارة، ومهمة علمية مثيرة وفريدة من نوعها، ظهرت جلية فى نبض الجماهير والشعوب التى حبست أنفاسها آخر 30 دقيقة قبل دخول المسبار إلى المدار!

لحظات من الترقب والقلق والانتظار امتزجت فيها احتمالات النجاح مع احتمالات الفشل بشكل متساوٍ، لكنها سرعان ما تحولت إلى مشاعر فرحة وفخر لكل العرب مع إعلان المهندس عمران شرف قائد المهمة من محطة الفضاء فى مركز محمد بن راشد للفضاء فى ضاحية الخوانيج بدبي: «إلى شعب دولة الإمارات، إلى الامة العربية والإسلامية، نعلن نجاح وصول دولة الإمارات فى مدار الكوكب الأحمر، اللهم لك الحمد».

سيقدم مسبار الأمل أول دراسة شاملة عن مناخ كوكب المريخ وطبقات غلافه الجوى المختلفة على مدار سنة مريخية واحدة - تعادل سنتين أرضيتين تقريباً- وسيجيب عن أسئلة علمية رئيسية لم تتطرق إليها مهمات الفضاء السابقة حول الغلاف الجوى للمريخ وأسباب فقدان غازى الهيدروجين والأكسجين من غلافه الجوي، بالإضافة إلى تقديم الصورة الأولى من نوعها على مستوى العالم حول كيفية تغير جو المريخ على مدار اليوم وبين فصول السنة، ومراقبة الظواهر الجوية على سطح المريخ.

الخلاصة: «الأمل».. ليس فى حكاية المسبار وحده، فمع «المسبار» استقر «الأمل» فى المدار الصحيح!. إنها رسالة تحكى لنا وعنا الكثير.. بلا أمل تتكاثر المستحيلات فى حياتنا وفى أيامنا وفى خطواتنا، وبالأمل فقط يصبح لا شيء مستحيلا!

بالأمل والعمل، لا شيء مستحيلا فى هذه الحياة!

نبدأ من الأول

[email protected]