عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحمل ثقيل جدًا يا سيادة الرئيس، لقد ترك أسلافكم حملًا ثقيلًا من المشاكل التى يصعب على المرء القضاء على آثارها أو متاعبها أو حتى التخفيف منها فى مجرد بضع سنين معدودات، فكان الله فى عونكم يا فخامة الرئيس.

إنك رجل نشيط تمتلك الكثير من الهمة والحماس، ونأمل من معاونيك أن يكونوا على هذا القدر من النشاط، فما جرى يوم الأحد الماضى من اصطحابكم للعديد من الوزراء فى جولة لتفقد موقع عزبة الهجانة، كى يشاهدوا على الطبيعة ما وصلت اليه اعمال التطوير فى تلك المنطقة باعتبارها إحدى صور العشوائيات المنتشرة فى ربوع مصر من أقصاها إلى أقصاها. فما عزبة الهجانة إلا نموذج لآلاف العشوائيات التى امتلأت بها مصر، فلا توجد مدينة ليس بها عشوائيات، هذا بخلاف الريف، فجميع القرى والعزب والنجوع- بدون استثناء- لا تخلو من مشكلة العشوائيات.

يا سيادة الرئيس المشاكل لدينا لا حصر لها، وإن حاولت أن أحصرها ربما قد تخوننى الذاكرة فأنسى البعض منها، خاصة مشاكل الريف والمناطق النائية، كالكهرباء، والمياه الصالحة للشرب، والمستشفيات وما يتبعها من أمور للعلاج، إلى آخر متطلبات الحياة التى يحتاجها الفرد لكى يحيا حياة كريمة. فالحمل ثقيل والتروى مطلوب، خاصة أن مصر لديها الكثير من الأعداء الذين يتربصون بها فى الخارج، فهم لا يدخرون وسعًا من أجل تأليب الرأى العام الخارجى ضد مصر، مستغلين العهد الجديد فى أمريكا بعد صعود الحزب الديمقراطى إلى سدة الحكم برئاسة بايدن.

يا فخامة الرئيس إن التركة التى ورثتها- مع الأسف الشديد- تركة تدنو من حملها الجبال. هذه التركة كانت نتيجة ستين عامًا مضت ولكن إصلاحها يحتاج إلى مئات السنين لكى تعود مصر فى يوم من الأيام أم الدنيا كما نتمنها جميعًا. وللحق، فإن مشاكل مصر يا سيادة الرئيس ليست مقصورة على العشوائيات، فسيادتكم بالقطع زرتم بلاد عديدة ودول أخرى متقدمة، وشاهدتم كيف تدار هذه الدول وكيف يعيش المرء فيها. وفى تقديرى، فإن مصر لكى تصل إلى هذا القدر من التقدم والرقى، تحتاج من أبنائها بذل المزيد من الجهد والعمل، فما أسهل الهدم وما أصعب البناء.

لقد قمت يا سيادة الرئيس بالعديد من الإنجازات الكبيرة والكثيرة التى لا تحصى، ومهما حاولت أن أكتب من عبارات الثناء لما قدمتم فى السنوات القليلة الماضية من فضل على مصر ما استطعت، فالإنجازات التى تمت فى عهدكم لا يمكن حصرها، فها هى الطرق والكهرباء والكبارى ومساكن الفقراء والمشروعات الإنتاجية الضخمة سواء فى الزراعة أم الصناعة. كل تلك الإنجازات لهى خير دليل على مدى إخلاصكم ووطنيتكم وحبكم لمصر. وفى تقديرى، فإن الجولة التفقدية التى قمتم بها بصحبة بعض السادة الوزراء فى زيارة إحدى العشوائيات، ما هى إلا صورة مصغرة توضح لنا جميعًا مدى الجهد والعرق الذى يبذله سيادة الرئيس.

لقد نسى أسلافكم يا سيادة الرئيس، أن فى مصر شعب يحتاج للمعاونة والمساعدة. لقد رفع كبار الدولة- آنذاك- شعار «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة»، وقد ظل هذا الشعار عاليًا عشرات السنين، ونحن فى حروب لا أول لها ولا آخر حروب أفقدت مصر أموالها وكنوزها فضاعت خيرات مصر فى الحروب التى بيننا وبين العديد من الدول الأخرى. فليكن ما كان ولنبدأ من جديد، يدنا بيدك وكل ما نملك تحت أمركم فنحن نعلم مدى إخلاصكم لمصر، فلا يغيب على أحد الجهد الذى تبذله يا سيادة الرئيس لمواجهة الشدائد والصعاب فى محاولة انتشال مصر من الفقر والجوع والعوز.

يا فخامة الرئيس، كلنا نأمل أن تعود مصر أم الدنيا كما كانت فى قديم الزمان. ولكن يا سيادة الرئيس، فلكل شيء وقته وأوانه. يجب أن نتريث ونتدبر ولا نندفع فى بحر القروض التى قد تغرقنا أكثر وأكثر، فلابد أن نعتمد على أنفسنا وأن نعمل ونعمل دون كلل أو ملل، وأن نضع نصب أعيننا الأعداء المتربصين بنا، فإنهم ينتظرون أى هفوة من أجل تأليب الرأى العام الخارجى ضد مصر. وكان الله فى عونكم يا سيادة الرئيس.

وتحيا مصر.