رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

              

الأمير يوسف كمال (1882_1965) حفيد محمد على باشا أمير مثقف رحّالة، كان جغرافيا من طراز فريد وفنانا مدهشا، فقد أسس مدرسة الفنون الجميلة 1905 واشترك فى تأسيس الأكاديمية المصرية للفنون بروما، وقد أولع بالثقافة والتراث، فجمع مقتنيات أثرية تشهد بجمال ذوقه وسمو روحه، وقد كان كثير السفر، جوّالا فى أفريقيا الجنوبية والهند وغير ذلك، وقد أنشأ قصورا فريدة فى القاهرة والإسكندرية ونجع حمادى حوت تماثيل مرمرية ولوحات فريدة نادرة.

وقد زرتُ قصر الأمير يوسف كمال بنجع حمادى قبل سنوات ورأيت الإهمال يعلوه والغبار يكسوه فكتبتُ مطالبا بتحويله إلى متحف، وقد استجابت وزارة الآثار؛ مشكورة لهذا المطلب الذى تحول إلى مطلب شعبى، فلوزارة الآثار ومحافظة قنا كل الشكر فى تحويل هذا القصر إلى متحف أخّاذ بما احتواه بشقيه السلاملك والحرملك ، وإنقاذ ما تبقى من حديقته العامرة التى جلب لها من الأشجار أجملها وأندرها، وقد كان مهتما بالترجمة وجمْع الكتب فهل بقيت مكتبته؟ وهل بقيت مقتنياته الأثرية؟

فهو فنان ذوّاقة بطبعه ومن يشاهد قصره الجميل على نهر النيل بنجع حمادى وقصوره الأخرى واهداءاته للمتاحف يدرك أنه أمام عاشق للتراث والفن والآداب لذا أتمنى أن نهتم بمكتباته، وأن تُجمع اجزاؤها وتصوّر إلكترونيا لتكون فى متناول الباحثين، وقد عُثر على عربة قطار ملكية خاصة به ملقاة منذ زمن بعيد بمحطة نجع حمادى وقد نُهب معظمها فهل تمتد لها يد الترميم وإعادة التأهيل لتُضم إلى القطار السريع المزمع إنشاؤه بين القاهرة وقنا والأقصر وأسوان حيث تحتوى على غرقتيْ نوم ومجلسين وأرائك لا تقدر بثمن؟

وإذا كانت إعادة تشغيلها مستحيلة فنَّيا فحبذا لو نقُلت إلى حديقة قصره بنجع حمادى بعد ترميمها لتكون مزارا لمن يزور متحفه، وعلامة بارزة بالمتحف لما حوته من جمال وذوق عال يسعد برؤيته الزائرون، وذلك قبل أن تُنشر أرائكها ويُفكّ حديدها وتباع عجلاتها خرْدة! إن هذا الأمير يوسف كمال الذى تنازل طوعا- عن لقب سمو الأمير، وكان من أغنى أغنياء مصر لكنه وَهب كل ما يملك لمصر وأوصى أن تنتقل كل الآثار التى جمعها لمتاحف مصر  وكذلك الكتب التى جمعها والتى أنفق على ترجمتها، لعله يكون قدوة لأغنياء مصر ورجال أعمالها، قدوة فى العطاء ورمزا للانتماء ومثالا للمثقف والفنان. 

• خاتمة الكلام

قال المتنبي:

وَفى النَفسِ حاجاتٌ وَفيكَ فَطانَةٌ

سُكوتى بَيانٌ عِندَها وَخِطابُ. 

[email protected]