عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

لا يمكن أن يستمر التوتر فى العلاقات قائمًا بين السعودية وإيران دولتى الجوار الإسلاميتين، ولذا لابد من وضع حد له بعد أن تأرجحت العلاقات بينهما خلال الأربعين عامًا الماضية من المنافسة والتصادم والتعاون أيضًا. وعلى الرغم من الخلافات بينهما فى الكثير من القضايا إلا أنه ليس هناك ما يحتم استمرار الجفاء بينهما. وقد تكون الخطوة الأولى على طريق حل الأزمة هى أن يعترف كل منهما بتصور الآخر للأخطار التى تهدده سواء أكانت حقيقية أو متوهمة، فكل منهما يتصور أن الآخر يسعى للسيطرة على المنطقة، فالرياض ترى أن إيران تحاول أن تحاصرها عن طريق المجموعات الموالية لها. أما إيران فترى أن السعودية عاملًا سهل لأمريكا الاضرار بالجمهورية الإسلامية. كما أن كلًا منهما تعتقد أن الأخرى تعمل على نشر مذهبها على حسابها. وتتخوف السعودية من الصواريخ الباليستية وترى أنها تشكل تهديدًا لأمنها القومى، أما إيران فترى أن شراء السعودية للأسلحة الغربية المتطورة يشكل إخلالًا للتوازن فى المنطقة.

تتبادل الدولتان تهم التدخل فى سوريا واليمن ولبنان والبحرين والعراق، ومن أجل الخروج من دوامة التهم المتبادلة يتعين على مسئولى البلدين الشروع فى حوار مباشر يكون مبنيًا على أسس مقبولة من الطرفين. وقد تبدو هذه العملية مستحيلة وسط تصاعد التوتر بينهما ولكن يظل بإمكانهما البناء على ما احتفظت به كل منهما خلال الفترة الماضية عبر قنوات للحوار الهادئ بينهما، وأن تغتنم كل منهما فرصة وجود إدارة جو بايدن من أجل فتح صفحة جديدة بينهما دون تأخير. لابد اليوم من استثمار دعوة إيران لدول الخليج من أجل بناء علاقات حسن الجوار، وترحيب إيران بالانفتاح السياسى فى العلاقات مع جميع دول الجوار بما فيها السعودية، واستعداد طهران للحوار حول أمن منطقة الخليج دون أى تدخل أجنبى.

ويثار التساؤل: ما هى العوائق التى قد تحول دون التقارب بين الرياض وطهران، ووضع حجر أساسى لحوار شامل بين إيران ودول الخليج؟ الضرورة تستدعى العمل على رتق الفجوة وإزاحة التوتر بين السعودية وإيران وإيجاد علاقات متكافئة بينهما، فلا مصلحة لأحد فى إغلاق الأبواب أمام حوار كهذا من شأنه توثيق التقارب وإقامة تواصل بين دول الجوار لا سيما وأنها مستهدفة من الخارج، وبالأخص من إسرائيل التى تعمل جاهدة لعدم تحقيق أى تقارب بين إيران ودول الخليج. ما أحوج المنطقة اليوم إلى نبذ التناحر بين الفرقاء وتكفى الفترة الطويلة التى شاب العلاقات فيها الكثير من التوتر خاصة مع موقف ترامب الرئيس الأمريكى السابق الذى عمد إلى شحذ العداء مع طهران واتخذ مواقف مشددة حيالها وتنصل من الاتفاق النووى معها.

ليت الجميع يتحلق حول دعوة الحوار بين السعودية وإيران من أجل نزع فتيل الأزمات، ونبذ الفرقة، وترسيخ الاستقرار. وليت العرب يتفاعلون معها ويدعمونها، فالحوار بين الطرفين سيولد مكاسب استراتيجية ويعمق التواصل بين الجميع. حوار يفضى إلى حسم ملفات عدة يتصدرها تدخل القوات الأجنبية، وحسم حرب اليمن، وترسيخ التوافق السياسى، واحترام قواعد القانون الدولى التى تفرض التعامل السيادى مع الدول، فالحوار مجدى وسيصب فى صالح الجميع.