لم تنجح الحملة القومية لإزالة التعديات على مجرى النيل فى مهمتها!
وزير الرى اعترف بعجزه عن إزالة مئات المخالفات الضخمة.. ولم يعلن أسماء وصفات أصحابها رغم أنهم معروفون للعامة والكافة!.
المستشار هشام جنينة رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات وكعادته لم يخش نفوذ المخالفين.. وكان أكثر جرأة وصرامة منه.. وخرج معلناً أن «تعديات الكبار» على نهر النيل مازالت مستمرة تحت سمع وبصر المسئولين!.
موضحاً أن قيمة التعديات أكثر من 18 مليار جنيه.. وانه لا توجد رغبة فى الإصلاح والمواجهة بشكل قوى وسريع للتعديات.. وان هناك جهات سيادية تشارك فى ردم بعض مناطق المجرى وجزر النيل لتشييد النوادى والفنادق وغيرها من المشروعات المخالفة للقانون!.
رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات أشار الى انه رغم وجود الحملة القومية لإزالة مخالفات النيل.. فإن هناك رجل أعمال مازال يتعدى على النيل بالردم.. وهو الأمر نفسه الذي تمارسه هيئة قضائية!
والحقيقة أن رجل الأعمال الذى ألمح إليه هو مالك لقناة فضائية ويمارس هوايته فى التعدى على نهر النيل منذ سنوات وأقام عدة قصور.. وعندما حاصرته تقارير وكلاء النيابة الإدارية من المسئولين عن متابعة أعمال الزراعة والرى.. استطاع بنفوذه حجب التقارير.. بل ونقل من أعدوها.. لأنه حمى فساده بمنح واحدة من الفيللات لأحد الرؤوس الكبيرة فى عائلة مبارك!.
أما الجهة القضائية فهى نادى القضاة الذى تحدى القانون بصورة صارخة.. ومد مبانى ناديه الخرسانية التى حجبت الرؤية وشوهت المنظر الجمالى على طول النيل بدءاً من كوبرى الجلاء وحتى بداية كوبرى أكتوبر فى أهم وأغلى مواقع مجرى النيل.. وسط صمت وتجاهل متعمد من وزارة الرى ومحافظة الجيزة!
الواضح أن هناك استخداماً سيئاً للقانون.. وان تطبيقه يتم بتمييز وانتقائية.. لأن بعض الجهات المسئولة تحرر محاضر مخالفة ضد المتعدين الكبار.. وتتخذ قرارات إزالة.. لكنها تدخل فى الأدراج ولا يتم تنفيذها.. بينما تجرى إزالة تعديات صغار المخالفين فقط.. ويترك الكبار!
لهذا يقترح رئيس جهاز المحاسبات تشكيل لجنة من أعضاء الجهاز لفحص مجرى النهر والمخالفات عليه من أسوان الى البحر المتوسط ويؤكد أن حصيلة المخالفات ستصل لأكثر من أربعين مليار جنيه، لأن الجهاز حصد جزءاً منها.. ويعد تقريراً بكل المخالفات لعرضه على رئيس الجمهورية لاتخاذ قرار سريع حيالها!
الحملة القومية لإزالة التعديات على نهر النيل فشلت.. واستمرار مخالفات الكبار معناه أن مراكز القوى فى بلدنا مازالوا أقوى من القانون ومن وزير الرى وحملته القومية!!.