رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

توزيع ثمار التنمية توجه جديد من الرئيس عبدالفتاح السيسى للنهوض بالريف المصرى، واعتراف من الدولة بحقه الدستورى فى التمتع بحياة آدمية لائقة بعد أن ظل عقوداً طويلة يعانى الحرمان والتجاهل والتهميش الذى كانت نتيجته الفقر والمرض والهجرة الداخلية والخارجية. لم يكتف النظام السابق الذى ثار عليه الشعب فى 25 يناير بعزل محافظات الصعيد ووضعها خارج حساباته، ولكنه حوله خاصة الصعيد الجوانى إلى منفى للمسئولين المغضوب عليهم الذين تحولوا إلى عبء إضافى على الصحة والتعليم والزراعة لاتخاذهم قرارات مهزوزة أو منحرفة تتناسب مع تقدير الدولة لهم، أو للانتقام من متخذى هذه القرارات أو لابتزاز أهل الجنوب الذين سلموا بالأمر الواقع، وكلما اشتكوا يسمعون عبارة واحدة هى ليس فى الإمكان أبدع مما كان.

التفرقة بين أهل الشمال وأهل الجنوب أو بين بحرى وقبلى كادت تقسم الدولة إلى جزأين. ولعبت التيارات الإرهابية عليها، ورغم ذلك تمسك أهل الصعيد بالوطنية التى رضعوها مع لبن الأم، وهى الانتماء للوطن حتى لو كان قاسياً عليهم، الخيانة ليست فى دمهم، يلوذون بالصبر يواجهون به المحن، ولكن كانت أعباء الحياة أقوى عليهم من صبر أيوب، تمسكوا بالأرض واعتبرها تساوى العرض والشرف، ولكن تكلفة الإنتاج هزمتهم، البعض ضعف وباع الأرض، أغلق أذنيه عن موال عواد باع أرضه، حسبها بطريقته، يبيع الفدان ويضع ثمنه فى البنك، ويحصل على الفائدة ينفق منها على أسرته، والذين تمسكوا بالأرض فشلوا فى الإنفاق على تكلفة الزراعة، واستدانوا من بنك التسليف، وهذا كان اسمه فى السابق، ودخلوا السجن لفشلهم فى السداد لأن العائد من وراء الزراعة أقل من فائدة القرض!!.

الطريق الثالث الذى كان أمام أبناء الصعيد لتوفير ما يعينهم على أعباء الحياة والإنفاق على أسرهم وتعليم أبنائهم وعلاج مرضاهم، فى وقت تحولت فيه الوحدات الصحية القليلة إلى مصايف للحمير والخراف، اتجه إلى الهجرة الداخلية للقاهرة، التى يطلق عليها أهل الصعيد حتى الآن اسم مصر بسبب المركزية الشديدة التى كانت الدولة ترزح تحت وطأتها، المهاجرون فى الداخل معظمهم عمال يومية، بعضهم ساعدته الظروف، وبعضهم تعثروا وتحولوا إلى عمالة غير منتظمة، واستمرت القرى المصرية عدة عقود لا تعرف الحمامات «دورة المية» كانت الناس تقضى حاجتها فى الخلاء، أو فى الزراعات، وبالمناسبة فى فترة حكم الإخوان لم يقدر رئيس وزراء العشيرة والقبيلة ظروف الصعيد، واعتقد أن خروج السيدات إلى الزراعات كان للقاء العشاق من وراء ظهر الأزواج الذين كانوا يخرجون فى هذا الوقت لصلاة الفجر. رئيس الوزراء الإخوانى طعن أهل الصعيد فى شرفهم، كما دفعه الفشل من كثرة انقطاع الكهرباء إلى اقتراح تجمع الأسرة فى حجرة واحدة بالفانلات الداخلية لمواجهة الحر!!

جماعة الإخوان الإرهابية أعطت ظهرها للصعيد؛ لأنه وقف ضد طموحها فى تحويله إلى دولة مستقلة فى الجنوب من خلال مؤامرة شيطانية خارجية، وصبر أهل الصعيد على أوضاعه رغم أن حلمهم بسيط لا يتعدى حماماً أفرنجياً فى شقة مستقلة، وحوشاً به عدد من الماعز والفراخ كمشروع استثمارى لتحقيق الاكتفاء الذاتى من اللحوم، وكام شيكارة سماد بسعر مناسب لزراعة فدان القصب أو القمح للاكتفاء من الحبوب وتوفير مبلغ يعين على الحياة، كان الصعيد رغم تهميشه عقله وقلبه مع القاهرة خوفاً عليها رغم غضبه منها، ولكنه غضب لا يتجاوز العتاب،

وانضم الصعايدة إلى البحاروة فى أكبر ثورة شعبية عرفها التاريخ فى 30 يونيه، وأسقطوا حكم الإخوان، الذى ركب ثورة 25 يناير بعد تحولها من البراءة إلى الخيانة، وانحاز أهل الصعيد فى الريف مع أرياف أهل بحرى إلى مشروع الرئيس السيسى لبناء دولة حديثة لجميع المصريين لا تقصى أحداً باستثناء الخونة الذين يرفعون السلاح فى وجه الوطن وهم جماعة الإخوان الإرهابية. السيسى رئيس جميع المصريين قال إن مصر وطن للجميع.. جميع من يقيم على أرضها، ووجه التنمية إلى الجنوب لرد اعتبار أهل الصعيد الذين عانوا فى الماضى من نظام حكم تجاهلهم، وحكم آخر حاول استغلالهم سياسياً، ولكنهم أى أهل الريف اختاروا الوطن، واختاروا السيسى لأنه كان صادقاً فى وعده لهم وها هو الزعيم السيسى يوجه الحكومة بكامل وزرائها بالبدء فوراً فى مشروع قومى لتطوير الريف ليكون هدية لهم، ونحن نستقبل الشهور الباقية على ثورة الكرامة 30 يونيه.

مشروع السيسى الجديد يهدف إلى تطوير الريف المصرى لتغيير حال واقع القرى وتوابعها من عزب وكفور ونجوع من جميع جوانب البنية الأساسية والخدمات والنواحى المعيشية والإنسانية والاجتماعية والصحية. والمشروع يبدأ بـ1500 قرية كمرحلة أولى موزعة على مستوى الجمهورية للنهوض ببنيتها الأساسية من مياه وكهرباء وغاز وصرف صحى وتبطين الترع ورصف الطرق، والتركيز على المحور الخدمى الذى يشمل الصحة والتعليم والبرامج الاجتماعية، ورفع كفاءة شبكات مياه الرى ومحطات مياه معالجة الصرف الصحى وتطوير البنية الأساسية والكهربائية.

هذه الخدمات ستتم فى جميع القرى على مراحل لتعويضها عن عقود الحرمان والتجاهل، والاعتراف بحقها فى التنمية، مصر لجميع أبنائها، وهذا المشروع هو باكورة إنجازات العام الجديد من ذكرى 25 يناير، التى صححنا أخطاءها فى 30 يونيه. وكل عام ومصر وقراها ونجوعها بخير، تنعم بالتنمية فى الجنوب والشمال، وفى كل شبر على الأرض الحرة.