رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

 

في قاموس حياتنا أصبح التفكير الواقعي «الملوث أحيانًا، والمتناقض في أحايين أخرى»، يعني القبول أو الانصياع لقيمٍ سلبيةٍ صارخةٍ، تُجَسِّد واقعًا مريضًا، واعتباره مقياسًا للسلوك.. أي أن نكونَ كما يُريد هذا الواقع، لا أن يكونَ الواقعُ كما نُريد.

خلال الفترة الأخيرة، تلقيتُ ـ كغيري ـ عددًا من بطاقات الدعوة لحضور «حفلات خطوبة أو زفاف» لأقارب وأصدقاء.. لكن المفاجأة كانت خلو اسم العروس من بين سطورها، أو كتابته «مشفرًا»، أي الاستعاضة عنه بالحرف الأول من اسمها باللغة الإنجليزية.

اللافت أن القاسم المشترك ـ في معظم تلك البطاقات ـ كان بمثابة «اتفاق ضمني» في الإشارة إلى اسم العروس بـ«الرمز» لأول حروف اسمها.. وعليك بالطبع كمدعو استنتاج وتخمين ما تيسَّر من الباقي.. وكأننا نقوم بحل الكلمات المتقاطعة!

حاولتُ جاهدًا ـ دون جدوى ـ فهم سبب لجوء هؤلاء إلى إخفاء الاسم، أو «ترميزه وتشفيره»، وكأنه عورة، أو قناعاتهم بأن اسم الأم والأخت والإبنة والزوجة، من «المحرمات»، وهل هو من الأمور الخاصة جدًا، لا يمكن البَوْحُ به علنًا أمام الناس؟

ربما يبدو للبعض أن الأمر لا يستحق التوقف أمامه كثيرًا، لكننا نعتقد أنه مؤشر كافٍ لمعرفة مدى ثقافة وتفكير هؤلاء، الذين يعتبرون الامتناع عن ذكر اسم المرأة أمام «الأجانب» جزءًا من العادات والتقاليد.. لكنهم في المقابل لا يكترثون برقصها كعروس لعدة ساعات أمام «الجماهير الغفيرة»!

لكن الأكثر إثارة، أنه بعد أدائها وصلات من فنون الرقص الشرقي على «المسرح المكشوف»، يقوم الزوج «الغيور» بنشر صور الزفاف خالية من العروس، أو من وجهها تحديدًا، بوضع ملصق يُخفي الوجه، على اعتبار أنه لا يجوز أن يراها أحد بدون حجاب!

نتصور أن كثيرين يعيشون حالة من التناقض الشديد، خصوصًا أولئك الذين يصرون على إطلاق أسماء مختلفة للزوجة مثل «الأهل، العائلة، العيال، الجماعة»، وربما في حالات الوفاة يذكرون أن المتوفاة هي «أم فلان» مقرونًا باسم عائلتها، دون التطرق لاسمها الخاص.. فهل يكون ذلك إجراءً احترازيًا من «كورونا»؟

الأمر نفسه يتكرر كثيرًا وإنْ بشكل مختلف، لكن هذه المرة مع السيدات أنفسهن، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال استخدام الكثير منهن أسماءً افتراضية لحساباتهن على مواقع التواصل الاجتماعي.. وفي أحسن الأحوال يستخدمنَ أسماءَ أبنائهن أو أزواجهن!!

باعتقادنا الأمر يتعدى رمزية الاسم وإخفاء الوجه، للدلالة على نوعية تفكير وثقافة هؤلاء، الذين يتصنَّعون «الغِيرة» أو نوعًا من «التقوى»، على اعتبار ذلك يحمل نوعًا من الإهانة، أو يخالف الشرْع، أو ربما يَرَونه عوْرًة أو عارًا، أو رجسًا من عمل الشيطان!

أخيرًا.. لو كان هناك أي حَرَجٍ يمنع ذِكْرَ أسمائهن، ما كنَّا لنعرف أسماء زوجات الرسول «أمهات المؤمنين».. ولو كان اسمها عورة لم تكن هناك سورة في القرآن باسم امرأة، وهي «مريم»!!

 

فصل الخطاب:

 

مأساتنا كما يقول «جُبران»: «نتزوج ولا نحب، نتكاثر ولا نربي، نبني ولا نتعلم، نصلي ولا نتقي، نعمل ولا نتقن.. نقول ولا نصدق»!

--

[email protected]