رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مثل القطار السريع الذى يسابق الزمن ويختصر المسافات للوصول إلى هدفه، يسير الرئيس عبدالفتاح السيسى بخطى ثابتة وجهد حثيث غير مسبوق لعلاج أخطاء تاريخية ومشكلات هيكلية، منطلقًا نحو مصر المستقبل التى تقدم أفضل الخدمات لمواطنيها عبر إنجاز المشروعات القومية محاولا الارتقاء بكافة الخدمات المقدمة للمواطن المصرى لتماثل ما يقدم فى كافة دول العالم المتقدم ووفق أفضل التكنولوجيات العالمية الحديثة وكان آخر تلك الجهود توقيع مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الألمانية لإنشاء وتشغيل أول منظومة لخط القطار السريع ضمن شبكة حديثة ومتكاملة لتغطى أربعة محاور رئيسية فى مصر، بل يمكن امتدادها غربا داخل ليبيا الشقيقة وحتى بنى غازي.

يستهدف المشروع ربط كافة مناطق الجمهورية اللوجستية من موانئ ومناطق صناعية ومناطق التنمية الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة ويمر بالعديد من المدن المصرية المتكدسة بالسكان، ويمثل خطوة مهمة نحو التحول للنقل الأخضر المستدام الصديق للبيئة، وسيربط أول خط العين السخنة بالعاصمة الإدارية الجديدة والقاهرة والجيزة وأكتوبر والإسكندرية والعلمين الجديدة بطول 460 كم، وهناك آخر سيربط الميناء الرئيسية البحر الأحمر بالبحر المتوسط من ميناء السخنة إلى ميناء الإسكندرية وميناء «جرجوب» غرب بمطروح، مرورا بمحطات نقل الركاب ومحطات تحميل البضائع، والخط الثالث سيربط الغردقة وسفاجا بقنا والأقصر، والتى تتركز بها ثروة معدنية هائلة، والخط الرابع سيربط مدينة السادس من أكتوبر بمحافظتى الأقصر وأسوان.

والقضية الحقيقية التى يهتم بها الرئيس عبدالفتاح السيسى أبعد من حصرها فقط فى شبكة القطارات السريعة، والتى تمثل خطوة فى مسار التقدم والانطلاق لمصر الجديدة،  لكنها فى الحقيقة أن تكون مصر فى مصاف الدول الكبرى ولا تقل عن أى من هذه الدول فى كافة المجالات، وقضية إعادة تأهيل وبناء البنية التحتية للدولة والمتهالكة منذ سنوات من خلال تنفيذ منظومة جديدة متكاملة للطرق أفضل وأعلى كفاءة طبقا للمواصفات العالمية والتكنولوجيا الحديثة، فضلا عن تحديث الشبكة القديمة فى الوقت ذاته، لكى تصبح مصر مركزا لوجستيا إقليميا فعلا وليس قولا.

ففى استراتيجيات التخطيط والتنمية المتكاملة يكون لوسائل النقل وخطوطه خاصة المستدامة أولوية كبرى لأنها شريان التنمية الحقيقى فلا جدوى من إنشاء مدن جديدة ما لم يتم ربط تلك المدن بمنظومة نقل متكاملة وسريعة وآمنة، وهذا المشروع يخدم الكثير من المدن الجديدة كالعاصمة الإدارية والعلمين والعين السخنة وكل ما يمر بطريق ممتد لنحو 1750 كم وهى مسافة كبيرة جدا، وسينتج عن هذا المشروع أيضا خلق تنمية عمرانية على طول طريقه خلال السنوات القادمة وبعد تشغيله، إلى جانب تسهيل انتقال السائحين لمدن السياحة التاريخية الثقافية عبر وسائل حديثة تضاهى ما هو موجود ببلدانهم لتشكل خبرة إيجابية تعزز صورة مصر الذهنية لديهم.

 وتمثل تلك الشبكة حلما تنمويا حقيقيا عند اكتمالها وستكون بمثابة شرايين جديدة للتنمية بمصر، كما أنها ستوفر آلاف فرص العمل لأبناء مصر، فضلا عن العديد من المزايا النسبية التى يحققها المشروع حيث سيمثل تجربة ثرية للشركات المصرية التى ستتعاون فى تنفيذ المشروع ويصقل خبراتها الدولية مما يفتح لها أسواقا دولية لعمل مشروعات مماثلة.

وما نطالب به مرارا وتكرارا أن يكون للحكومة خطط استراتيجية لترويج وتسويق تلك المشروعات القومية الكبرى وتقديم كافة المعلومات الدقيقة للمواطن المصرى حتى لا تتركه عرضة وفريسة سهلة للمغرضين والمشككين المتربصين دائما بكافة الإنجازات المصرية لتشويهها وإشاعة الإحباط واليأس للتأثير على الروح الوطنية المصرية. وعلى الجانب الآخر يجب على الإعلام استضافة المتخصصين فى كافة التخصصات المرتبطة للتوضيح وبيان مدى التأثير الإيجابى لتلك المشروعات. المواطن يهتم دائما بما يعود عليه مباشرة من جدوى تلك المشروعات.

عضو مجلس الشيوخ – مساعد رئيس حزب الوفد