عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

أصبح فيروس «كورونا» رئيساً لمجلس إدارة العالم، يتحكم فى البشرية كما يشاء، يفرض الإغلاق، ويخفف من قبضته، يضرب الاقتصاد، يتمرد على اللقاح، ينجب سلالات جديدة. انتظر العالم خروجه مع «ترامب».. ولكن أبوإيفانكا غادر البيت الأبيض وبقى الفيروس ينافس بايدن على حمل الحقيبة.. مع بايدن الحقيبة النووية يمكن لها نسف البشرية من على كوكب الأرض، وكورونا معه حقيبة الفيروس التى تهدد الأرواح أيضاً، وما بين هذا وذاك هناك عالم هايصة وأخرى لايصة، ولكن الجميع يتمسك بالحياة، الذين اغتنوا من وراء كورونا والذين سحقتهم من وطأة لدغاتها!!

الناس الهايصة هم الذين أثروا من وراء الجائحة، يشبهون أثرياء الحرب، الذين يجمعون الثروات من وراء الكوارث، التقارير العالمية تؤكد أن ثروات عدد من الملياديرات زادت بمقدار الربع منذ بدء تفشى الفيروس مطلع 2020، مثل شركة تسلا، وفيس بوك، كما دخل 47 ثرياً جديداً إلى قائمة استغلال الجائحة من العاملين فى قطاع التكنولوجيا والأدوية.

والناس اللايصة ازدادوا فقراً فى العالم وتفاقمت معاناتهم، وفقدوا أعمالهم، وقد يفقدون حياتهم أيضاً إذا استمر هذا الوضع الصحى المخيف، وإذا تفشت حالة الإخفاق الأخلاقى فى الدول الغنية فى تخزين لقاحات الفيروس، وعن ذلك حذر تيدروس أدهانوم، مدير الصحة العالمية من تخزين الدول الغنية للقاحات، ووصف اللجوء إلى ذلك بأنه إخفاق كارثى سيدفع ثمنه الفقراء فى الدول النامية، وقال «تيدروس»: إن تخزين اللقاح وحرمان أفقر دول العالم منه هزيمة للنفس، ويعنى أن الوباء سوف يستمر لفترة طويلة!

الناس الهايصة عالمياً والتى تسعى للتحكم فى اللقاح وتجميع الثروات، تقابلها ناس تحاول ركوب الموجة وتعملها قرشين على طريقة حسن حسنى فى فيلم «غبى منه فيه» عندما كان يعطى درساً خصوصياً لهانى رمزى فى طريقة السرقة، وقال له: لو فيه طبق كشرى وخدنا منه معلقة هيحصل حاجة؟.. فرد هانى: آه أنا آكل بإيه!

الناس فى بلدنا طيبة، استمعت إلى أحدهم يستقل «توك توك» عليه ميكروفون، لينادى عن افتتاح معمل تحاليل فى الوراق، يقوم بتحليل فيروس كورونا مقابل 350 جنيهًا، سائق التوك توك جاب جميع شوارع الوراق وإمبابة لعمل دعاية لمعمل التحاليل، وهذا شىء جديد فى عالم العلاج، فى ظل هلوسة الفيروس، وبعد أن كنا نشاهد بائعى المناديل الورقية فى المواصلات العامة، أصبحنا نرى بائعى الكمامات، أحدهم كان يعرض كمامات على ركاب الأتوبيس من ماركات معينة، يقول عنها إنها تستحمل الغسيل والمكواة، ومن عند بائعات الفجل والجرجير والبصل والخبز من الممكن أن تشترى كمامات أيضاً وتفاصل كمان!.. هذا غير تجار الكحول والمطهرات، والصيدليات التى تعلن على مواقعها عشرات الأدوية، بخلاف وصفات الذين يدعون أنهم خبراء تغذية حيث يروجون فى أحدث انتكاساتهم للطماطم والعنب والقرنبيط والشوفان لتقوية الجهاز المناعى، ورفع أسعارها أيضاً!

والأغرب من ذلك أن بعض العاملين فى أحد المستشفيات تم ضبطهم لقيامهم بتزوير تقارير طبية لبعض المواطنين على أنهم تعافوا من كورونا رغم عدم إصابتهم ليتمكن هؤلاء مدعو المرض من بيع البلازما مقابل مبالغ مالية كبيرة للمصابين!

وذلك بعد تجربة البلازما فى المستشفيات، والتي لاقت إقبالاً كبيراً طبعاً من البائعين والمرضى الأثرياء. وتشمل هذه العملية سحب بلازما من الأشخاص الذين تعافوا من المرض لاحتوائها على أجسام مضادة لفيروس كورونا ونقلها إلى مصابين فى حالة حرجة لمنح الجهاز المناعى للمتلقى دفعة لمحاربة الفيروس.

حتى البلازما طلعت افتكاسة أيضاً، حيث أكدت دراسة حديثة لعلماء بجامعة إكسفورد أن علاج مرض «كوفيد-19» باستخدام بلازما الدم للمتعافين من المرض لم يقلل من عدد المتوفين بالفيروس، واقترحوا تعليق العلاج بالبلازما لعدم فائدته.

الناس الهايصة والناس اللايصة دمجتهم كورونا مع الناس الرايقة التى لا يهمها كورونا ولا خلافه، ولا ضرب اقتصاد ولا موت، هم أصحاب حفلة تورتة الأعضاء التناسلية فى النادى الشهير ضاربات بالقيم والتقاليد المصرية عرض الحائط، وعايشين على راحتهم خالص مالص!!.. والأمر فى يد وزير الشباب للحفاظ على العراقة والأصول المصرية التى مترضاش بكده!!

وينضم إلى هؤلاء مروجو زواج التجربة الذى يتنافى كما قال الأزهر مع منظومة الزواج فى الإسلام التى تجعل الزواج ميثاقاً غليظاً لا يجوز العبث به.

الناس الهايصة والناس اللايصة كلٌ يبحث عن ليلاه، ويبقى فيروس كورونا هو الفتاك المحير الذى نشر الوباء فى العالم وأرهق المنظومة الصحية فى الكثير من الدول المتقدمة والنامية وشغل الأطباء والعلماء.

وإن عاجلاً أم آجلاً بعون الله سنتعافى من كورونا، ونحولها إلى ذكرى أليمة ودرس قاس نتعلم منه، ونتذكر يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.