رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤى

 

 

ــ إنت يا زفت، مش أنا قلت لك اطلع خد السجادة تغسلها؟

ــ سورى يا باشا، أنا اسمى سعد، وبعدين نسيت لأننى كنت بتابع أزمة قطر.

ـــ هغير الباس ورد وهقطع عنك الإنترنت ده.

ــ ليه بس يا باشا د أنا حبيبك.

سعد تجاوز منتصف الثلاثينات من عمره، كان يعمل فى طائفة المعمار قبل أن يستقر فى وظيفة بواب، حكى لى أنه أصبح بوابًا بالمصادفة، كان يكسر حائطًا فى إحدى الشقق، عرض عليه صاحب العمارة أن يعمل حارسًا، مقابل 20 جنيهًا من كل شقة، العمارة تتكون من عشرة طوابق، وفى كل طابق أربعة شقق، وأغراه صاحب العمارة بحجرة كبيرة بمنافعها فى مدخل العمارة، وما سيجمعه من السكان مقابل المشاوير التى سيقوم بها لهم، وأيضًا بالمقابل المادى الذى سيجمعه من تنظيف السيارات، 30 جنيهًا عن السيارة، بحسبة بسيطة وافق سعد، وسافر إلى البلد وأحضر مراته وابنته.

ــ أنت لسة قاعد على الإنترنت؟

ــ بشوف مع أصحابى تميم هيعمل إيه.

ــ ولقيت إيه؟

ــ أعتقد يا باشا.

ــ تعتقد؟؟

ــ آه.. هى جات على، ما كلهم بيقولوا كده فى الفضائيات.

ــ تعتقد إيه بقى إن شاء الله؟

ــ إنه هيحلق لدول المقاطعة.

ــ هيحلق؟

ــ أه، هياخد اللى عايزه.

ــ و13 بندًا.

ــ انسى يا باشا، ترامب ضاغط ومهدد.

منذ عدة أشهر دق سعد علينا جرس الباب، خرجت له، يحمل محمول جلاكسى، ويضع سماعة فى أذنه ويتحدث، أشار لى بالانتظار حتى ينتهى من المكالمة، كان يأخذ الطرقة بين الشقق ذهابًا وإيابًا، بعد أن أنهى المكالمة:

ــ لا مؤاخذة يا باشا.

ــ هو أنت خليت فيها باشا يا زفت، عايز إيه.

ــ علمنى أدخل على الفيس بوك.

ــ ما قلتش لحسام (ابنى) ليه؟

ــ الأستاذ حسام مشغول.

سعد حكى لى أنه من قرية صغيرة وفقيرة بمحافظة سوهاج ليس بها مدارس ولا مرافق، ولا طريق ممهد يصل بك إلى المركز، وجميع سكان القرية تحت خط الفقر، وأن أغلب الشباب لم يتعلموا، ومن تعلم منهم حصل على شهادة متوسطة، ولا يجيد القراءة ولا الكتابة، والقرية يجلس فيها النساء وكبار السن، الصبيان والشباب تركوا القرية إلى القاهرة والإسكندرية بحثا عن الرزق.

[email protected]