عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

رغم كل ما قيل عن فترة الرئيس عبدالناصر السياسية وتداعيات تلك الفترة لكن ما لا يمكن تجاهله مطلقًا إنجازات عبدالناصر الصناعية، ليس فقط بناء السد العالى وإنما القلاع الصناعية الضخمة فى المناطق المتطرفة النائية مثل مصنع ألومنيوم نجع حمادى والحديد والصلب بحلوان وغيرهما من القلاع الصناعية التى درسناها فى كتبنا المدرسية.

 

وما يحزننى وكثير من المصريين فقد أحد تلك الصروح مثل مصنع الحديد والصلب أشهر معالم حلوان.. يشعرنى قرار التصفية بفقد أحد أهرامات الجيزة.. تلك الصروح الصناعية التى بدأت بقوة فى دعم بلادنا ومازالت.. لم أشهد وقت تشييدها ولكن من دواعى حزنى أن أشهد مرحلة تصفيتها.. صروح درسناها فى المناهج وظلت رفيقة أذهاننا.. فهل بتلك السهولة نفقدها مع مغامرة حكومية غير مدروسة..

كان من الممكن إعادة هيكلة الحديد والصلب.. واستغلال أصول الشركة فى الغرض الذى تأسست من أجله وفى أغراض أخرى، مثل استخدام جزء من الأرض فى بناء مشروع إسكان متوسط وشعبى ومدرسة ومركز للتدريب المهنى ومستشفى خاص ومركز تجارى لعرض منتجات القطاع العام، وعرض منتجات القطاع الخاص أيضًا ومدينة ترفيهية ومحلات ومطاعم.

ولكن للأسف جاء قرار التصفية أسهل، فالهدم والبيع أيسر من خوض تجربة البناء.. لم يفكر صاحب القرار فى إقامة كل تلك المشروعات على أراضى الشركة المهولة وربما كانت تلك المشروعات طريق نجاة وتدر دخلًا هائلًا على الشركة من مقدمات حجز الوحدات السكنية وحدها ومن عائد كل تلك المشروعات يتم تحديث الشركة.

أنا هنا لا أتحدث عن العمالة البالغة ما يقرب من ٨٠٠٠ عامل التى سوف تعوض كما صرحت الحكومة بتعويضات تصل إلى 300 ألف جنيه.. ولكن أتحدث عن صناعة مهمة لها تاريخ ومازالت تعمل على دعم النقل والسكة الحديد وغيرها من بناء وكبارى، بل وكان لها الفضل فى نصر أكتوبر والعبور.

لماذا تكون التصفية هى نهاية تلك شركة التى ظلت تنتج حتى بعد قرار تصفيتها أنابيب الأكسجين لتوفر تنفس الهواء لمرضى الكورونا.. طرق نجاة هذا الصرح الصناعى كثير، ومنها طرح الشركة أسهم وليكن السهم مثلًا بمائتى جنيه ليشتريه جميع المصريين وهم فى تلك اللحظة أهم أصحاب القرار.. إنه أقل جميل لصاحبة إمداد مصر العبور والأكسجين..

وإن كان هذا الصرح ثقيلًا على وزارة قطاع الأعمال فلماذا لا ينضم إلى الإنتاج الحربى كما هو واستكمال الطريق؟