رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صكوك

 

ما يحدث الآن مع «ترامب» زعيم العالم سابقًا ما هو إلا سيناريو سقوط متوقع من زعيم ورطه غروره فى التمرد على الديمقراطية متناسيًا أن الولايات الأمريكية ليست جمهوريات موز كما علق على الأحداث الرئيس الأسبق «جورج دبليو بوش».. وجاءت دعوة «ترامب» لمؤيديه إلى التظاهر ضد نتائج الانتخابات لمنع الكونجرس من الموافقة على نقل السلطة بمثابة مقصلة إنهاء حياته السياسية.. ومن المؤكد أن هناك من كان وراء توريط «ترامب» بالنفخ فيه وتضخيم ذاته وإيهامه بفداحة قوته وشعبيته الطاغية كما يفعل دائمًا مع الزعماء من صناع الفراعين ودفعه إلى استخدام تلك الشعبية للاستمرار فى الحكم، وقد نسى أو جهل أن اللعب على وتر الشعبية ليس مضمونًا وإنما نسبى.. ربما لم يتوقع «ترامب» من متظاهرى «كابيتول» أن يقتحموه وكانت المفاجأة بأن ساعدهم الأمن على هذا الاقتحام برعونته أمام المتظاهرين فى مشهد لم تشهده الولايات المتحدة الأمريكية من قبل فى السادس من يناير، خاصة أن تلك المظاهرات لم تكن مفاجأة، بل أعلن عنها «ترامب» وحدد وقتها ومكانها قبل حدوثها بأيام فلماذا لم تستعد قوات الأمن لها..

المظاهرات تطورت إلى اقتحامات لوقف قرار اعتماد الكونجرس نتيجة فوز «بايدن» برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وسقط قتيل من الشرطة خلاف الإصابات.. لقد أدى غرور «ترامب» إلى نهاية لم يتوقعها وربما تنتهى بتفعيل المادة ٢٥ من الدستور الأمريكى وتنص الفقرة الأولى منها، التى تحمل عنوان «أحكام عزل الرئيس وخلافته» على أنه «فى حالة عزل الرئيس من منصبه أو وفاته أو استقالته، يصبح نائب الرئيس رئيسًا». ويتم خلع «ترامب» وليس تسليم السلطة بشكل طبيعى مع انتظار للمحاكمة خاصة بعد أن أدى الاقتحام إلى سقوط ضحايا.. فهل كان الغرور وحده سببًا فى تلك النهاية؟ أم أن هناك من دفع به لينهى مستقبله السياسى تمامًا بيده علاوة على احتمال غير مستبعد قضائه ما تبقى له من عمره داخل السجن.. نهاية «ترامب» تلك عبرة لكل من يدفعه غروره ونفاق من حوله إلى لف حبل نهايته حول رقبته، فغالبًا ما تكون الصحبة وقتية ولا تخلو من التآمر والتخلى وقت المحنة ودائمًا ما يدفع الغرور بالقوة صاحبه إلى الهاوية ويتبخر أصدقاء السلطة مع أقرب مطب أو حفرة..

الواقع يؤكد أن الجميع باع «ترامب» وأولهم نائبه «بنس» الذى وقف أمام الكونجرس يعترف بهزيمته وكذلك وزير خارجيته «بومبيه» الذى وافق على عزله وكانت فرصة لا تعوض للجانب الآخر فدعت رئيسة مجلس النواب الأمريكى «نانسى بيلوسى» إلى عزل «ترامب» من منصبه فورًا بموجب الدستور.. وجاء «جو بايدن» الرئيس المنتخب يدق ناقوس الخطر حينما أكد أن مقتحمى «كابيتول» متمردون وليسوا متظاهرين وصمهم بالإرهاب وهو ما يهدد «ترامب» باحتمال محاكمته جنائيًا بصفته زعيم المتمردين.. وظهرت فيديوهات ربما تدين أسرة «ترامب» أيضاً بظهور فيديو لابنه البكر «دونالد ترامب» يحتفل بمشاهد الاقتحام على شاشات التلفزيون.

لقد ضاع «ترامب» وحرم من كل شيء حتى التواصل الاجتماعى والتغريدات التى كانت متنفسه للجماهير بعد أن أغلق حسابه تويتر وفيسبوك. لم يصبح الزعيم يمتلك شيئًا بعد أن ضاعت تغريداته وتسبب فى تقسيم المجتمع الأمريكى. إنه غرور السلطة الذى يدمر كل شيء.