رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

 

 

 

ربما.. يرى البعض فى هذا المقال نوعًا من المجاملة للسعودية.. لكن لا والله.. هذه الكلمات تحاول بصدق وأمانة الإجابة عن سؤال غاية فى الأهمية فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها دول كثيرة فى مواجهة فيروس كورونا وهو: لماذا نجحت السعودية فى التصدى لهذا المرض اللعين حتى سجلت ٨٢ إصابة فقط فى اليوم، ولأول مرة منذ ٩ أشهر.. وباتت حديث العالم؟!

الحقيقة أن السعودية تعاملت مع هذه الجائحة بجدية وتواضع شديدين غير عاديين، منذ أول يوم.. ولم تكابر وتقول إنها تعرف كل شيء بمؤسساتها، وقادرة على كل شيء بفلوسها، وتستطيع عمل كل حاجة بمفردها.. أبدًا.. هى طبقت بحزم النظام العلمى الذى اعتمده العلماء فى الغرب للحد من انتشار الفيروس، ونفذت بقوة ما قاله الكتاب فى تطبيق الإجراءات الاحترازية المعمول به فى كل العالم، بدوله الفقيرة والغنية.. الفرق أن السعودية طبقته بصرامة، ونفذته بعنف.. ولم تتعامل بتراخٍ أو بعشوائية مع الجائحة، بل بشكل منظم ودقيق وحازم، وبالاستعانة بالمتخصصين فى المجال، سواء من المواطنين أو الأجانب.. ولذلك لم ترتبك فى قراراتها الصحية، ولم تعتمد إجراءات متخبطة، وطبقت نظام الوقاية على كل أفراد المجتمع وكل قطاعات الدولة وتحديدًا داخل المستشفيات والمراكز الصحية العامة والخاصة.. وأعتقد أن السعودية هى أقل الدول فى عدد الوفيات بين الأطقم الطبية تحديدًا!

الأهم.. أن السعودية لم تتعامل مع الجائحة بشكل سياسي.. ولم تكن حكومتها مشغولة بخطاب هدفه إقناع الناس أن ما اتخذته من إجراءات على أرضها هو نوع من المن والتفضل على المواطنين أو الأجانب، ولم تقم بما قامت به للتسبيح بحمدها وشكرها وبترديد فضلها على الشعب، ولم يشغلها التسويق والترويج لأعمالها كحكومة لا تنام الليل والنهار، وتسهر على المواطنين والأجانب كما تسهر الأم على عيالها.. لم يهمها كل ذلك ولم تفعل ما فعلته سوى لإنقاذ الناس من الموت والمرض، وإنقاذ الدولة من كوارث وفواجع اقتصادية واجتماعية مهما كلفها ذلك من ثمن!

وقد يرى البعض أن السعودية فعلت ما فعلته بفلوسها.. واستطاعت على ما استطاعت عليه ببترولها.. الحقيقة السعودية ليست أغنى من أمريكا أو دول أوروبا، ولا حتى روسيا.. ولكنها وجهت كل إمكانياتها بدافع وطنى وبتحمل مسؤولياتها الدينية والانسانية والأخلاقية، وسخرت كل قدراتها حتى ولو كان ذلك على حساب وقف بعض المشروعات غير الملحة والضرورية حاليًا بالمقارنة للحاجة الشديدة للإنفاق على التصدى للجائحة، من أجل وقف نزيف موت البشر على أرضها، والتكفل بنظام حماية اجتماعية للأفراد والشركات حتى لا يتكبدوا مزيدًا من الخسائر تهدد كيان الأسر والنظام الاقتصادي!

هذه الشهادة من الداخل.. وليست مجرد قراءات أو متابعات، بل رأيتها رأي العين، وعشتها بنفسى داخل مؤسسات مهمة، ومع مسئولين كبار، حيث وقفت الدولة كلها باهتمام دقيق من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وبمتابعة شخصية للأمير محمد بن سلمان ولى العهد، بتجييش الدولة كلها لمواجهة هذا المرض!

ويكفى القول إن شخصية مرموقة مثل الأمير سلطان بن سلمان يترأس عددًا من المؤسسات العلمية والإنسانية والخيرية فى المملكة كان ومازال حريصًا على تطبيق أقصى درجات الاجراءات الاحترازية، وبشكل إنسانى وليس سياسيًا أو اقتصاديًا، لوقاية منسوبى هذه المؤسسات ومنها جمعية الأطفال ذوى الإعاقة من أجل حماية أطفال لا حول ولا قوة لهم سوى أن يحميهم رجل مثل سلطان بن سلمان ممثلًا لدولة لم تتوان فى حماية كل إنسان على أرضها من هذه الجائحة التى لا تفرق بين كبير أو صغير، وغنى أو فقير، ومواطن أو أجنبي.. لأنها جائحة كالموت ستلاحق الجميع حتى الذين يتصورون أنهم فى بروج مشيدة!

[email protected]