رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

عن مساعى المصالحة العربية التى تقوم بها دولة الكويت، رغبة فى إنهاء الخصام العربى الذى تسبب عنه العديد من المشاكل للدول العربية عامة ولدول الخليج بصفة خاصة.

الغموض الذى يكتنف المساعى الحميمية التى تقوم بها دولة الكويت وصولا إلى مصالحة عربية شاملة ورغم أن مصر لا تعتبر دولة خليجية بالمعنى المتعارف عليه، إنما هى بلا شك دولة عربية تعيش هموم وأحزان المنطقة العربية. فمصر صديقة للجميع والجميع يرغب دائما فى إرضائها ليس حبا فى مصر وشعبها فحسب، ولكنها كانت دائما دولة تمد يد العون والصداقة لكافة الدول العربية، خاصة فى السنوات الأولى قبل ظهور البترول العربي.

وللحق، فإن جميع دول الخليج - باستثناء قطر - يحبون مصر والمصريين، فهذه الدول كانت دائمًا على علاقة طبيبة وتفاهم مع مصر فى جميع الأمور. أما قطر - ففى تقديرى - فإنها الدويلة الوحيدة فى منطقة الخليج التى سببت الكثير من المشاكل ليس لمصر فقط بل لأغلب الدول العربية الأخرى، مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا. فإن قطر فى الحقيقة معول للهدم تستغله مخابرات الدول الغربية وعلى رأسهم أمريكا وانجلترا وإسرائيل.

مع الأسف الشديد، فإن قطر لها دور مرسوم تقوم به بالنيابة عن بعض الدول الكبرى حتى لا تظهر تلك الدول فى المواجهة، فإنهم تركوا إحدى الدول العربية - وهى قطر - تعيث فى المنطقة العربية والإسلامية عن طريق المساعدات التى تمد بها الجماعات المتطرفة لإثارة المشاكل داخل الدول العربية، سواء بالمال أو بالعتاد الحربى أو باستئجار المرتزقة. فدور قطر -اذن -هو بث روح الفرقة بين الشعوب فى محاولة منها لإثارة الخلافات بين الدول العربية بعضها البعض، وصولا للهدف الأسمى الذى تسعى اليه بعض الدول الغربية والمعروف باسم الربيع العربي.

إننى أشك كثيرا أن قطر صادقة فى العودة مرة اخرى لإخوانها العرب، سواء فى منطقة الخليج أو خارج دول الخليج، فهى مازالت تعبث فى العديد من دول المنطقة، بإيعاز من بعض الدول الأوروبية تارة، وإسرائيل تارة أخرى، وتارة ثالثة بطلب من تركيا وإيران، فإنها متواجدة فى جميع الخلافات القائمة مع الدول العربية المعروفة للجميع مثل سوريا وليبيا واليمن والعراق وبعض دول أفريقيا ايضا، فهى تفعل ما تؤمر به. ومن هنا، فإننى لا أتصور أنها تستطيع الفكاك من قبضة الدول الغربية، لاسيما بعد أن أطلقت لها العنان فى انشاء القواعد العسكرية على أراضيها وأصبحت تخضع لحمايتها.

أعود فأقول.. إن قطر - فى تقديرى - من الصعب جدا أن تعدل عن موقفها ضد الدول العربية لأنها كبلت نفسها بقيود ووعود لا تستطيع الفكاك منها سواء مع الدول الغربية وأوروبية أو مع وتركية وإيران او اسرائيل، كل هذه الدول تعاون قطر من أجل أن تقوم بالدور المرسوم لها وهو العمل على هدم وتفتيت المنطقة العربية، كل ذلك أملا فى أن تتولى إسرائيل مستقبلا قيادة هذه المنطقة، وربما كانت المحاولات الأخيرة للتقارب، التى تجرى بين الدول العربية وإسرائيل خطوة فى طريق بسط إسرائيل سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط.

وللحقيقة، فقد خرجت علينا يوم الاثنين الماضى المملكة العربية السعودية - فى سابقة لرأب الصدع العربى - بالإعلان عن فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بينها وبين دولة قطر، تمهيدا لعقد مؤتمر العُلا للمصالحة العربية، كما شهدنا جميعا فى هذا المؤتمر مدى الحفاوة والترحيب الواسع من الدول المشاركة للجهود المبذولة من أجل رأب الصدع العربى وإتمام المصالحة، وفى السياق نفسه فقد أعلنت السلطات المصرية من جانبها عن فتح الأجواء أمام الطيران القطري، تأكيدًا من الحكومة المصرية على دعمها ووقوفها إلى جانب المصالحة العربية.

وعلى كل حال فإن الأنظار الآن متجهة نحو قطر وأميرها الأمير تميم، وسوف تشهد الأيام القادمة، ما إذا كان الأمير تميم سيمضى قدمًا فى طريق رأب الصدع العربى وإزالة أسباب الخلاف التى سبق الإعلان عنها من دول الحصار، أم أن المخطط الغربى المسموم والمسمى بالربيع العربي، سيظل عائقًا يحول بين قطر وأميرها الأمير تميم وبين المصالحة مع الأشقاء العرب... الله أعلم!

وتحيا مصر.