عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى مصر وبلاد العرب لا قيمة لبشر أو حجر.. العمامة مرجعية حياة وليس العلم أو العقل..  الفساد كالماء والهواء  رغم  «رغينا ولتنا وعجننا» كل لحظة عن العدل ودولة العدل وابن الخطاب وابن عبد العزيز ( طبعا عمر وليس سلمان ).. التفاهة والسفاهة ومساخر الصعاليك كلها أمور باتت صانعة لثقافتنا المعاصرة وكأننا بلغنا من التطور ما جعل الأمريكان يتحسرون على ايامهم الخوالى أيام كانوا يحكمون العالم حتى أزاحهم العرب وحولوهم لشعب من اللاجئين والمشردين.. أقول «كأننا» بعد متابعتى المأسوف عليها  لما تعرضة الشاشات المصرية والعربية فى رمضان.. رمضان الذى نصوم فيه عن الطعام ونفطر على الحرام.

 وحيث إننى لست درويشا ولا مدعى تدينًا وإنما أنا واحد من التائهين فى بلاد الاسلام بين سماء لاتمطر عدلا وأرض لاتنبت فضلا.. تائه منذ ستين عاما  بين ماض يأبى أن يموت ومستقبل يأبى أن يولد وبينهما حاضر يقطر يعصف به التخلف والعشوائية ومسلسلات تؤكد  أننا  ثانى  جنس بعد الهنود الحمر على وشك الانقراض.. وسط هذا الخراب العاطفى والسياسى أنتشلتنى الساحرة إللى مش شريرة – انجلينا جولى التى «تجشمت»  مشقة الطريق من مزارع أمريكا لصحارى شرق تركيا لتزور آلاف اللاجئين السوريين الذين أذرى بهم الدهر وبشار والنصرة وداعش .. الكل ضحية الكل.

المهم أن أنجلينا الجميلة وسفيرة الامم المتحدة لشئون اللاجئين لم تشأ أن يقضى السوريون الغلابة  رمضان وحدهم جوعا وعطشا وتشردا وقهرا خاصة وان اخوتهم فى العروبة مشغولون بفتوحات الدراما والبطولات الفضائية .. رامز واكل الجو وفيفى وهيفا فى مولد صاحبه غايب  وبصراحة العرب معذورون لانهم مش فاضيين لكام مليون لاجئ هنا أو هنا.. العرب أكبر امة منتجه ومصدرة للطاقة الكلامية فى العالم .. تخيلوا العالم كله بيشتغل مش فاضى يتكلم واحنا بنتكلم بالنيابة عنه.. العالم صادق مع نفسه واحنا بنكدب نيابة عن من يخجلون من الكذب.. العالم المتحضر لاوقت لديه للحرب والدسائس ونحن نحارب ونتآمر على بعضنا البعض نيابة عنه.. العالم الحر لاوقت لديه للاستبداد والقهر والقمع.. والحمدلله فى عالمنا العربى أكبر مخزون احتياطى عالمى للاستبداد والقهر والكبت.. العالم المتقدم لاوقت عنده للكراهية.. والحمدلله فى عالمنا العربى لايزال الحب جريمة ويحاكم من يضبط متلبسا بجريمة حب.. حتى حب الله يسأل عنه المواطن العربى – هل هو حب سياسى؟ ولو كان.. يبقى ثبتت التهمة ويطرد صاحبها من الجنة.. المشكلة ان المطرود المعاصر مفيش ارض تلمه زى جده آدم.

 عودة الى انجلينا بنت جولى التى اصطحبت معها ابنها  «شيلوه» الذى وضعته عام 2006 من زوجها الرائع والجميل الهوليودى براد بيت.. شيلوه بصحبة أمه أنجلينا تجولا بين مخيمات اللاجئين السوريين بمحافظة بردين شرق تركيا  فى عز الحر.. والولد شيلوه هذا ولدته انجلينا فى ناميبيا ويحمل جنسية ناميبيا - والى جانب ولد وبنت آخرين من براد بيت تبنت انجلينا اربعة اطفال آخرهم يتيم سورى اسمته موسى.. طيب ايه لزوم اللت والعجن بتاعى.. بصراحة لما شفت انجلينا بفستانها الأسود الوقور ووجهها الصافى  الشفاف وقعت فى غرامها وهى تجلس مع امهات سوريات بالخيام وتحتضن اطفال ، وتحسرت على كثير من فنانات بلدنا مصر إللى بيحملوا مخصوص علشان يولدوا فى أمريكا والمحروس أو المحروسة ينال شرف الجنسية الامريكية رغم أن ابوه وامه من سنين قليلة كانوا حافيين وجربانين لكن أرزاق.. بس الحقيقة كمان فيه كتير من اثرياء القوم  يفعلون مثل مافعلت عبير  وشيرين وترتان وعريان  ووكسان.. المهم تصوروا انجلينا قدمت من أمريكا فى رمضان لتزور اللاجئين السوريين والعرب غرقانين فى دراما رمضان.. مولد مخدرات وجنس وشتيمه ومقالب وكله مسبوق الدفع.. وإعلانات بالكوم أكل وشرب وقرى سياحية ووسط الخراب الدرامى والقيمى شفت بقعة ضوء فى الحملات الخاصة بدعم مستشفيات علاج مرضى السرطان وغيره.. الحقيقة حاجة تكسف وتعر لما يكون عندنا فى العالم العربى بس ملايين اللاجئين ولاتقوم نقابة واحدة أو مجموعة فنانين او مثقفين لزيارة مخيم هنا أو هناك.. حاجة تكسف لما تبقى القوة الناعمة لمصر فقط جاهزة لركوب طائرات رجال الأعمال ويسموا أنفسهم «الوفد الشعبى».. ياريت تغيروا من انجلينا جولى  وتزوروا المخيمات والعشوائيات والأحياء الشعبية.. الحى الشعبى أهم من الوفد الشعبى..

كامل عبدالفتاح

[email protected]