عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بدون رتوش

ظهرت السلالة الجديدة لكورونا فى بريطانيا فأربكت العالم. وأصبحت معها لتدن «ووهان» أخرى بعد أن باتت حاضنة لسلالة الفيروس الجديد. جاء ذلك فى أعقاب موجة تفاؤل شملت العالم بالحديث عن التوصل إلى لقاحات فاعلة بإمكانها منح الحصانة من الوباء. وفرح الناس كثيرًا لما قد يعكسه هذا من عودة الحياة إلى قواعدها سالمة. بيد أن الفرحة تبددت مع الأنباء التى تواردت من بريطانيا عندما أعلن رئيس وزرائها بوريس جونسون عن أنه تم اكتشاف سلالة جديدة من فيروس كورونا التى ستكون أشد فتكًا وأسرع انتشارًا. ونتيجة لذلك اتخذت الإجراءات بتشديد الإغلاقات فى جميع مرافق الحياة فى لندن، وفرض ما يمكن اعتباره فرض حظر تجوال شبه كامل. وما أن انتشر الخبر حتى أصيب الناس بالهلع لا سيما مع ما قيل من أن السلالة الجديدة باتت خارج السيطرة، وأن المعلومات عنها لم تكتمل حتى الآن.

أما ما أثار الهلع أكثر وأكثر أنه بالتزامن مع الإعلان عن السلالة الجديدة تم كشف النقاب عن أن اللقاحات الجديدة غير موثوق بها فى كونها لا تشكل حصانة كافية للجسم كى يتمكن من مواجهة الفيروس القاتل. أكثر من هذا سرت الشكوك فى أن السلالة الجديدة للفيروس- التى يقال إنها بدأت فى الظهور منذ سبتمبر الماضى- قد تكون غير طبيعية، بمعنى أن تكون مصنعة فى معامل بيولوجية، وبالتالى ازدادت الشكوك من أن تكون الجهة التى قامت بتصنيع اللقاح هى التى أطلقت هذه السلالة إمعانًا فى تبديد حالة التفاؤل حيال فاعلية اللقاح فى القضاء على الفيروس. وفى الوقت نفسه سرت معلومات ضبابية تتعلق بالتحذير الذى أطلقه «بيل جيتس» رئيس شركة مايكروسوفت من فيروس جديد ربما يكون مختلفًا ويكون أكثر خطورة من الفيروسات السابقة.

ويظل الهدف من وراء اللقاح غير معروف كلية، لا سيما مع الإعلان بأن اللقاح يكون بزرع شريحة إلكترونية تحت الجلد للتحكم بكل إنسان. كما زادت حالة الاضطراب وعدم اليقين عند أحد العلماء الذى صرح بأن السلالة الجديدة للفيروس ستتغلب على جميع السلالات الأخرى، وهو ما يتطلب لقاحات جديدة لمواجهتها. وتكون المملكة المتحدة اليوم قد حلت محل ووهان الصينية بعد ظهور السلالة الجديدة لكورونا، لا سيما وقد عزلت كلية عن العالم، وقامت أكثر من أربعين دولة بحظر جميع رحلات الطيران القادمة منها. ولقد عجزت الحكومة البريطانية عن فعل شيء لطمأنة مواطنيها والعالم بعد أن أربكتها حالة من عدم اليقين واليأس من جراء التطورات الأخيرة التى جرت. ما يحدث فى الساحة يؤكد بأن الوضع خطير للغاية وإلا ما اتخذت تلك التحوطات والإغلاقات والعزل. جائحة خطيرة غير مسبوقة اختفت بسببها مظاهر الاحتفال بالعام الجديد الذى يحل يوم الجمعة القادم.

التطورات مخيفة للغاية وتنذر بالمزيد من العواصف العاتية التى تجتاح العالم كله. وحتى الآن لا توجد بارقة أمل لانحسار هذا الوباء فى القريب العاجل. وهكذا كان عام 2020 عامًا عسيرًا جدًا ابتعدنا فيه عن الأصدقاء والأحباب، ضقنا ذرعًا بالإغلاقات ومن ضرورة الالتزام بمعايير التعقيم. بيد أننا تعلمنا الكثير عن الوباء وكيف يمكن مواجهته، ويكفى أن المواطنين باتوا يغسلون أيديهم أكثر بكثير من ذى قبل. ولكن وأيًا كان يظل التفاؤل بحذر بما هو قادم.