رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضوء فى آخر النفق

 

 

 

كاذبون!.. و«الكذب خيبة».. وهزيمة ساحقة أمام ضعف إنسانى متوحش. مثل وجوه أخفاها «ماسك» Mask كورونا اللعينة، فتلوح للناظرين مجرد أعين بلا روح ولا دم، يبدو هؤلاء. ماسك كورونا كقناعٍ واقٍ مهم ومطلوب، والناس لا يرتدونه فى الأصل لممارسة الخداع والكذب؛ لكن أكثرهم كاذبون يرتدون الأقنعة طوال الوقت. تغوص الحياة فى وحل لابسى الماسكات، يختالون فى براءة ويسعدهم أنهم يعاملون معاملة الصادقين والنبلاء. يسعدهم هذا الخداع.. ويبتسمون فى داخلهم كلما أسقطوا أحدًا بضرباتهم القاضية، وكأنهم يعيشون فى بيوت لا مرأة فيها، ينظرون فيها كل يوم، ويتغافلون عن كراهيتها لهم وتعففها عن النظر إليهم، وأمانيها بأن تصاب بغتة بالسرطان كى لا تشاركهم فى الجريمة.. وربما فى لحظة أخرى، قد تشفق عليهم من مرض فتاك أصابهم ولا يجهدون أنفسهم فى مواجهته ومعالجته. لست نبيًا بالطبع، وهو قد أوصانا بألا نكذب وكذلك الرسالات السماوية.. لكن هؤلاء يهرعون إلى الصلاة وهم كاذبون!

- يكذبون كما يتنفسون، مفلسون مرة من داخلهم وأخرى من جيوبهم.. ينتحلون الأعذار بأنهم تعرضوا لظروف أعوزتهم ويمدون ألسنتهم بحلو الكلام وأعذبه وكل ما فيه من استعطاف ورجاء إلى حد المذلة لطلب المساعدة، ويعدونك بأنهم سيعيدون ما ساعدتهم به فى الوقت المحدد بينك وبينهم، لكنهم فى نهاية المطاف يتوارون عنك ولا يأبهون لوعدهم لك.. وحينما تواجههم يكذبون ويختلقون عشرات الأعذار الخادعة ويتفننون فى تحديد المواعيد المضروبة، ثم يتواورن من جديد!

- يظهر ذلك التقى الورع بالزبيبة والمسبحة فيتحدث كذبًا عن الفضيلة والأخلاق والقيم، ثم يركب سيارته فيلقى بالزبالة أكوامًا فى الطريق العام. يتبارى أحدهم بكيل المديح لك ويوهمك بأنك تبدو فى عينيه إنسانًا نبيلًا، ثم تكتشف فجأة أنك لا تساوى عنده شيئًا وأن غيابك عنده يساوى حضورك. فلا يأبه لملح وخبز ولا لقول أصاب وتر محبة فى نفسك، ولا لمواقف عديدة أبديت له فيها محبة وتقديرًا ورغبة فى أن تدفئكما علاقة إنسانية لا تنفصم عروتها ولا يخبو زهوها.. كل هذا الهراء كان مخبوءًا تحت الأقنعة!

- يعد السياسى الناس بأنه سيفتح أبوابه ليلًا ونهارًا من أجلهم وسيسهر على مصالحهم وسيقف معهم من أجل التعبير عن مصالحهم ويطلب بكل صدق مخاتل ثقتهم، ثم يغير بعد ذلك محل إقامته ويهرع إلى حمامات سباحته، وجاكوزى فيلته ويقضى وقته متنقلًا بين شركاته يرعى مصالحه مدججًا بحصانته التى تحميه من كل سوء.

- يضع رجلًا ما صورة امرأة منتقبة على صفحته، ويكتب اسمًا زائفًا ويضع معلومات مكذوبة ثم يطلب صداقتك على فيس بوك، ثم فجأة يصدمك بقوله: أنا لست امرأة! تتفنن سيدة ما فى إلباس نفسها ثوب التقى والعفاف، وتزين صورتها بكلمة «إلا رسول الله» ثم تملأ صفحتها ببوستات مسروقة من صفحات أخرى، وآيات قرآنية تحث على الصدق وعلى الطهر والعفاف ونبذ الخيانة، فلما تقبل صداقتها تسرع إلى الماسنجر وتقول لك بعد جملة أوجملتين: «أنا هنا وهذى صورتى.. افتح الكاميرا»؟!

- اقترب من بعض الناس تكتشف حقيقتهم المخبوءة خلف قناع سميك، لم تكن قادرًا على رؤيته- أو لعلك لم ترد!- فستكتشف أنهم يقولون ما لا يفعلون، ويعدون بما لا يملكون وبما لا يستطيعون!

- امتلأت الحياة بالأقنعة.. من ماسكات كورونا اللعينة.. إلى ماسكات القلوب المسكينة والعقول المعتمة.