رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مراجعات

قبل أيام قليلة من مغادرة البيت الأبيض، يعيش «دونالد ترامب» أيامه الأخيرة مترنحًا كالبطة العرجاء، وتارة أخرى كالثور الهائج، متماديًا فى تلغيم الشرق الأوسط بالسلوكيات الاستفزازية والمواقف الشريرة المعادية لشعوب المنطقة.

وإلى حين رحيله الوشيك، ينتظر العالم «تغريدته» الأخيرة عبر «تويتر» حيث يتابعه أكثر من 80 مليون شخص فى الولايات المتحدة وخارجها إقرارًا وإذعانًا بالهزيمة فى انتخابات الرئاسة الأمريكية.

لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو ذريعة «ترامب» الأخيرة أنه سيغادر البيت الأبيض إذا صدَّق المجمع الانتخابى، وهو إقرار ضمنى بفوز منافسه الديمقراطى جو بايدن، بعد أن فشلت كافة مزاعمه بحدوث تزوير فى انتخابات الرئاسة.

ومع إقرار كثير من السياسيين والمحللين والخبراء أن إدارة «ترامب» قد تكون الأسوأ فى تاريخ الولايات المتحدة، خلال 124 عامًا، لكن ساعة الحسم اقتربت كثيرًا، بانتظار «التغريدة الأخيرة»، بدلًا من خطاب التنازل أو التهنئة الصريحة للرئيس الجديد.

إذن، أصبح انتقال جو بايدن «رسميًا» إلى البيت الأبيض، مسألة وقت قصير للغاية، لتدخل أمريكا والعالم خصوصًا فى عالمنا العربى والإسلامى مرحلة «الصمت أو الانتظار»، ترقبًا لمستقبل السياسة الداخلية والخارجية للرئيس المُنتخب.

الجميع يحبس الأنفاس لفهم ما إذا كان حجم التفاؤل من «بايدن» مبالغًا فيه، بسبب التعيينات فى إدارته الجديدة، أو تصريحاته «الهادئة الرصينة»، قبل وأثناء وبعد انتخابات الرئاسة، أم أن الدولة العميقة التى تحكم الولايات المتحدة ستتغلب فى النهاية؟!

وما بين ردود الأفعال المتباينة حول العالم، بانتظار وضوح بوصلة الإدارة الأمريكية الجديدة، تبقى التحليلات والقراءات الاستشرافية المتعلقة بالتحولات السياسية، مجرد توقعات غير دقيقة، خصوصًا أنه لا فرق جوهريًا بين الجمهوريين والديمقراطيين.

لكننا نعتقد أن جميع تلك هذه القراءات، رغم ثرائها وتنوعها، إلا أنها لم تُشر من قريب أو بعيد إلى مسألة «الدولة العميقة» فى أمريكا، ودورها فى التأثير على صناعة القرار، أو توجيه خيارات الرؤساء المُنْتَخَبين، الذين لا يملكون فى الواقع هامشًا كبيرًا من الحرية والمرونة، يسمح لهم بتنفيذ وعودهم وبرامجهم بشكل كامل.

نتصور أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة على اختلافها الشكلى مرهونة برؤية وخطط واستراتيجيات «الدولة العميقة»، التى قد تترك هامشًا صغيرًا من «مساحيق التجميل الباهتة»، ترتبط بسمات شخصية الرئيس، لتُضفى عليه نوعًا من الاختلاف، من دون أى تأثير على السياسات ومصالح الولايات المتحدة.

نعتقد أن مفهوم «الدولة العميقة» ليس شيئًا افتراضيًا يرتبط بالذهنية المهووسة بنظرية المؤامرة، لكنه مصطلح حقيقى يعبر عن الأجهزة البيروقراطية العتيقة الراسخة والمؤثرة فى الإدارات العسكرية والأمنية والدبلوماسية فى معظم الدول.

لذلك يبدو مفهوم «الدولة العميقة» واضحًا فى السياسة الأمريكية منذ ثلاثة عقود، حيث تمتلك فعليًا زمام الأمور، وسلطة اتخاذ القرارات الاستراتيجية والحاسمة وإن كان بشكل سرى غير معلن بمعزل عن التحولات الحاصلة على مستوى المؤسسات «الشكلية» التى تظهر فى الواجهة مثل الحكومة والأحزاب السياسية التقليدية.

أخيرا.. عندما نُقر بفهم تلك الحقيقة التى ربما لا تحتمل الشك، قد نستوعب أن «الدولة العميقة» هى الأكثر نشاطًا وفاعلية، والأكثر سرية وتغلغلًا داخل هرمية المؤسسة الحاكمة فى الولايات المتحدة، لأنها ببساطة تمثل مصالح «اللوبيات» فى مجالات المال والتسليح والنفط والإعلام.. وغيرها.

فصل الخطاب:

الإفراط فى التفاؤل ورفع سقف التوقعات يؤديان بالضرورة إلى الإحباط وخيبات الأمل.

[email protected]