عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

فى زمن الذكاء الاصطناعى والثورة المعلوماتية وهذه الحياة التى أصبحنا جميعًا نعيشها على الهواء مباشرةً دون أى خصوصية بعد أن انتشرت فكرة وعملية الدفع مقابل السلع من خلال الكروت الائتمانية بدلًا من النقود حتى وصل الأمر إلى أن الدفع عن طريق الوجه أو الدفع لأى خدمة أو سلعة عبر الإنترنت أو عبر العملة الإلكترونية الجديدة «بيتكوين» أو الدفع عبر الكروت الجديدة والقديمة والتى ما هى إلا نوع جديد من الرأسمالية المعلوماتية حيث يتم تداول بيانات الفرد عبر تلك البطاقات مع جميع المؤسسات والشركات التى تستخدم ذات الكروت وبالتالى فإن كل معلومات الفرد تصبح متاحة للعديد من الشركات والمتاجر والبنوك وهو ما يحدد ليس فقط مصادر الدخل ولكن أيضاً يحدد أسلوب وطريقة المعيشة وحجم الإنفاق ومنافذ الشراء وكأن الإنسان لم يعد له أى خصوصية وفى ذات الوقت يسمح هذا النظام للبنوك والكيانات الكبرى أن تستحوذ على الأموال وتستثمرها فى مشروعات تخصها وهو أمر يهدد البشرية ويدفع إلى غسيل الأموال والإرهاب ويعمق مفاهيم الرأسمالية المتحكمة اقتصاديًا فى العالم وتصبح كفرد مجرد إنسان يحمل بطاقة مالية تجعلك مراقبًا طيلة الوقت ولم يعد الإنسان حرًا فى هذا العالم الجديد... ليست النقود هى العامل المؤثر لانتشار «فيروس كورونا» ولا توجد دلائل علمية مؤكدة تثبت أن تداول العملات الورقية أو المعدنية هى ما ينشر المرض الخبيث، ولذا فإن إلغاء التداول بالعملات أمر يهدد حريات المجتمعات الحديثة ويلغى الخصوصية ويعرض الإنسان إلى انتهاكات وتدخلات فى أسلوب حياته ومعيشته ويحرمه من ذاته وفى تحكمه فى أمواله وبالتالى إرادته... تلك القضية التى تناقشها الدول الاوروبية ما بين الآمان والخصوصية أو الصحة والحرية جميعها تؤكد أن عالم ما بعد الكورونا هو عالم تم الإعداد له جيدًا ليصبح فى قبضة مجموعة مهيمنة اقتصاديًا وعلميًا ومعلوماتيًا على العالم ألا وهى تلك الصهيونية العالمية التى تملك أكبر البنوك والمؤسسات المالية وتحرك العالم كما تريد وكما تشاء تغلق الكون وتفتحه وتدمره وفق المصالح المالية...

ونحن فى مصر جزء لا يتجزأ من العالم نتابع ونشاهد ونحاول تغيير الوضع ونروج للبناء الجديد والإسكان الذكى البيئى الذى يعتمد على التقنيات الجديدة والذى لا يضر بالبيئة والمناخ ونمد الكبارى والطرق والمترو والمونوريل والأنفاق ونشيد المدن الجديدة والعاصمة الإدارية السكنية الحديثة، وإذا بنا فى حالة بناء وهدم وردم وتراب وتحويلات لمسار الطرق وسيولة فى مناطق جديدة واختناق مرورى وبيئى وتلوث وضجيج فى المدينة والعاصمة القاهرية التى تعانى من الإهمال وتعمد التخريب والفوضى بسبب عوامل كثيرة منها المحليات ومنها الكيانات العقارية التى تحالفت حتمًا مع فاسدين وموتورين فى المحافظات حتى يتم تهجير أهل العاصمة وسكان أحيائها الراقية والذين يملكون بعض الأموال فإذا بهم يجدون أنفسهم يعيشون فى عشوائيات ومناطق قذرة تملؤها القمامة والمقاهى ويغزوها «الباعة الجائلون» و«الميكروباص» و«التوك توك» ولا ننسى «الكارو» و«الحمار» فى شوارع الزمالك والمهندسين والدقى ومصر الجديدة، وكأننا فى الجيل الرابع ما قبل الميلاد، كل هذا تم حسابه وتدبيره بحرفية ومهنية وعقلية فذة حتى يتم تدمير أى حى أو منظمة حضارية وحتى يهرب السكان ليشتروا فى المدن الجديدة وحتى يتم تدوير عجلة السوق العقاري... هل يعقل أن تصحو من نومك تجد الشارع الذى تقطنه عبارة عن طوب ورمل وتراب وتكسير من أجل مترو وكوبرى وإعادة رصف ومياه ومواسير كهرباء وألياف إنترنت وتحاول أن تصل إلى عربتك أو إلى أى وسيلة انتقال فتسير على حجارة وطوب وتمر فى جميع أرجاء الحى والأحياء القريبة أو البعيدة فإذا جميعها فى هذا التكسير والتدمير على مدار شهور عدة..

«الكارو» هو أحد مظاهر الجيل ما قبل الرابع فى الفكر والتخطيط والإبداع وهو ما يؤكد أن الذكاء الاصطناعى يعيش فى كوكب تانى وأن كوكبنا يقدر «الكارو» و«الحمار» أكثر من الإنسان والعقل البشرى الطبيعى.. إنه عالم جديد ملئ بالمتناقضات والعشوائيات فاقد للحرية وفاقد للإنسانية، وقبل كل شىء فاقد للإنسانية والمنطق....