رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حكاية وطن

 

«وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا».

صدق الله العظيم

والحكم بالعدل هو إعطاء كل ذى حق حقه من خلال السلطة القضائية التى تتولاها المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها، وتصدر أحكامها وفقا للقانون، والنيابة العامة جزء لا يتجزأ من القضاء، تتولى التحقيق، وتحريك ومباشرة الدعوى الجنائية، ويتولى النيابة العامة نائب عام يختاره مجلس القضاء الأعلى.

والأهم من العدالة هو العدالة الناجزة لأن العدالة البطيئة أشد أنواع الظلم، والناجزة مشتقة من نجز، ينجز، نجزا فهو ناجز، والمفعول منجوز، وأنجز الشىء أتمه، وأسرع فى قضائه، والإنجاز هو ما يتم تحقيقه بنجاح وهو العمل الذى ينجز بسرعة.

وحتى تتحقق العدالة فقد جعل الدستور جميع المواطنين لدى القانون سواء، متساوون فى الحقوق والواجبات العامة، وجعل سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة، وتخضع الدولة للقانون.

تفسير المقدمة السابقة وجدته فى زيارة النائب العام المستشار حمادة الصاوى لنيابات استئناف الإسكندرية، هذا الرجل رسول الإنسانية الذى جاء إلى منصبه لتطبيق التكليف الإلهى العامة وهو الحكم بين الناس بالعدل، وإذا كان قد أكد خلال اللقاء مع أعضاء النيابة سعادته بالمستوى الذى آلت إليه النيابة العامة فى الفترة الحالية، فإن المجتمع المصرى الذى استأمنه على الدعوى الجنائية، يشعر أيضا بالسعادة على مستوى أداء النيابة العامة بعد أن تساوى أصحاب الحصانة مع غيرهم أمام القانون، وتم تطبيق القانون على ابن الأكرمين مثل ابن المعدمين، وخضعت الدولة بالكامل للقانون، وأصبحت سيادة القانون أساس الحكم فى الدولة، تحدث النائب العام عن تطبيق العدالة الناجزة من خلال سؤال وأجاب عنه، بدأه بدعوة جميع أعضاء النيابة أن يسأل العضو نفسه ماذا لو كان مكان المجنى عليه؟ وماذا لو كان قريبا منه، أخا أو أختا، أبا أو أما، كيف سيكون شعوره وتصرفه إذا تأخر أخذ الحق وتحقيق العدالة؟ فإن الأمر يتطلب منا «هكذا يقول النائب العام» جميعا أن نُعمل مشاعرنا، وأن نعيش ونشعر بحالات المجنى عليهم، تلك هى العدالة الناجزة.

وضرب النائب العام أمثلة بالعدالة الناجزة وهى حينما يتم التصرف فى قضية على وجه السرعة ويتم تقديم المتهم فيها إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، ليشعر المجتمع بسيادة القانون، وبالعدالة الناجزة، والهدف هو إعطاء المجتمع حقه، فى أن يعيش فى بيئة تناسب أخلاقه وقيمه ومبادئه.

يقول النائب العام: الحكم بالعدل بين الناس ليس لقاضٍ على منصة القضاء فقط، التصرف فى محضر تصرفا سليما يعطى كل ذى حق حقه بالعدل.. التحقيق الفنى عالى المستوى هو حكم بالعدل!.. التصرف فى محضر حيازة لمن طردت من مسكنها وتنتظر قرارا سريعًا لتعود إليه هو حكم بالعدل، انتقال عضو النيابة على وجه السرعة إلى مسرح الجريمة والبحث عن أدلة لإعطاء الحقوق لأصحابها حكم بالعدل.. هذه رسالة ثوابها عظيم إذا ما أُحسن أداؤها.

رسائل النائب العام لأبنائه أعضاء النيابة العامة لو تم تطبيقها على كافة الوظائف فى المجتمع لوصلنا إلى المجتمع المثالى المتسامح المنتمى إلى وطنه والمخلص لعمله المنتج لاحتياجاته، المجتمع المتقدم الذى يرفع شأن وطنه، ويباهى به وسط الأمم.

مثلا أن يكون أول ما يفكر فيه الطبيب هو إنقاذ حياة المريض الواقف على باب عيادته أو المستشفى الحكومى، أو يخفى الموظف تكشيرته عندما يقضى مصالح المواطنين، أن يتذكر المعلم أنه يؤدى مهنة الرسل وهو يشرح للأبناء دروسهم وأن يكون هدف الإعلام هو البحث عن المعلومة الحقيقية لتقديمها إلى القارئ، وأن يعلم موظفو الأحياء أن دورهم هو حماية المال العام، وأن يتصدى المهندسون لمحاولات الغش فى مواد البناء، وأن يحافظ الفلاحون على أرضهم ولا يحولونها إلى البناء العشوائى، وأن يسدد الأغنياء ما عليهم من ضرائب للدولة لأن هذه الأموال تعود على المواطنين فى صورة خدمات، وأن يمارس القادرون دورهم الاجتماعى فى مساعدة الفقراء، وأن يحترم الصغير الكبير، وأن يعطف الكبير على الصغير، وأن نحترم آداب الطريق ونقدر المرأة فى الشارع والعمل والبيت، وأن يتأدب الشباب ويعلموا أننا نُعدّهم قادة فى المستقبل، وأن يتصرف المصريون على أساس أن الوطن أغلى عندهم من دمائهم، وأن أهل الشر يتربصون به، وأن الديمقراطية هى أن نستمع إلى بعض ونأخذ برأى الأغلبية، وإذا طبقنا ذلك تنخفض الجريمة ويعم الاستقرار، ونشعر بطعم العدالة الذاتية.